.... .عــــ20ـاما على اندلاع حرب البوسنة




يصادف السادس من أبريل/نيسان الجاري الذكرى العشرين لاندلاع الحرب في البوسنة، وهي الحرب التي أخضعت العاصمة البوسنية سراييفو لحصار دام قرابة أربع سنوات (1992-1995). ويعتبر المؤرخون هذا الحصار هو الأطول في التاريخ الحديث.

حصدت حرب البوسنة أرواح أكثر من 100 ألف شخص، وأجبرت قرابة نصف سكان البلاد -الذين كان تعدادهم يبلغ قبل الحرب أربعة ملايين ونصف- على الهروب من منازلهم.

خلال حصار العاصمة سراييفو الذي استمر 44 شهرا، قُتل أكثر من عشرة آلاف شخص معظمهم بنيران القناصة الصرب وصواريخهم.

سراييفو، التي كانت في الماضي مدينة التعدد السعيدة، لم تنجح حتى اليوم وبعد نحو 16 عاما من نهاية الحرب، في استعادة ما كانت عليه قبل ذلك.

الخط الأحمر
ومن المقرر أن يُنظم اليوم الجمعة احتفال كبير بشارع تيتو إحياء لذكرى 6 أبريل. ويشتمل الاحتفال على "كونشيرت" أطلق عليه اسم "خط سراييفو الأحمر"، وعدد من الأغاني التي تم تأليفها خلال الحصار. وأصبح شارع تيتو يُسمى "زقاق القناص"، في إشارة إلى المسلحين الصرب الذين نشروا الخوف في سراييفو قرابة أربع سنوات كاملة.

وسيؤدي الفنانون عروضهم الغنائية أمام 11541 كرسيا فارغا إحياء لذكرى أولئك الذين قتلوا بنيران بنادق الصرب وصواريخهم، أو الجوع أو المرض جراء الحصار.

وسيتجمع المراسلون الذين كانوا يطلعون العالم حول تفاصيل المأساة اليوم في سراييفو، فهناك نحو مائة مراسل مخضرم يشاركون في الاحتفال سيلتقون في فندق "هوليداي إن" الذي تعرض للقصف. كما يشارك فنانون ومثقفون عالميون لإظهار تضامنهم.

لم تعد كما كانت
من جهة أخرى يمثل زعيم صرب البوسنة رادوفان كاراديتش الآن أمام المحكمة في لاهاي، ليواجه تهمة الإبادة الجماعية خاصة ضد المسلمين في البوسنة، فالخراب الذي خلفته قواته للتركيب الإثني لسراييفو لا تخطئه العين.

يشار إلى أنه في عام 1991 بدأ الاتحاد اليوغسلافي يتفكك بانفصال سلوفينيا وكرواتيا، واندلعت أعمال العنف بسبب معارضة صربيا لذلك الانفصال.

وفي فبراير/شباط-مارس/آذار 1992 صوت المسلمون والكروات لصالح استقلال البوسنة عن يوغسلافيا في استفتاء جرى لتقرير مصير بلادهم، وكانت أصواتهم أكثر من أصوات الصرب الذين صوتوا لصالح البقاء في إطار الاتحاد اليوغسلافي. وانسحب الصرب من مؤسسات الدولة، وشكلوا سلطاتهم الخاصة بهم وتم تسليحهم من قبل يوغسلافيا.

وفي أبريل/نيسان 1992 بدأ الصرب حصارهم للمسلمين والكروات. وأرسلت الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام لحراسة ملاذات آمنة للمسلمين في سراييفو وغورازدي وسربرينتشا.

وفي العام 1995 قصفت طائرات الناتو بالأسلحة الثقيلة للصرب قرب سراييفو. ولدى استشعارهم أن الحرب قد أوشكت على النهاية، اقتحم الصرب سربرينتشا وقتلوا قرابة ثمانية آلاف مسلم.
المصدر:الجزيرة + وكالات