.....حـــــكمة للبيــع ..



كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم، وكانت أمامي
سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً.
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة
معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن
إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه… وأشارت إلى حقيبتها.
كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل.
بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة، ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.
حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة
معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن! لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة
النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت
التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها، فالتفتُ إليها.
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك.
- صبري على ماذا ؟
- على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
– لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي.
– حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين.
- الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك.
- عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك ؟
- هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي ؟
- إنها حكمة. أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.
- وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة ؟
– لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
أخرجتُ اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق
عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي. مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة
لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.
أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود وقالت :
أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار.
أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد
زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة ، ولم أكن أدري أنه ممنوع. أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى
بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط
سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعتُ المرأة مبتسماً : أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ ؟ أين الحكمة ؟
- “بَسْ دقيقة”.
- سأنتظر دقيقة.
- لا، لا، لا تنتظر. “بَسْ دقيقة”… هذه هي الحكمة.
- ما فهمت شيئاً.
- لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال ؟
- ربما.
- سأشرح لك: “بس دقيقة”، لا تنسَ هذه الكلمة. في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر به وعندما تصل
إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية. هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج
خلال ستين ثانية ؟ في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة، ولكن بشرط.
– وما هو الشرط ؟
- أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ في دماغك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة، وتعالجها معالجة
موضوعية ودون تحيز، فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدقيقة وعندما
تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع
عن معاقبته وتسامحه نهائياً.
دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين
أنها قد تكون كارثية. دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك. دقيقة واحدة قد تغير مجرى
حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم… هل تعلم أن كل ما شرحته لك
عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ؟
– صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.
- تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني اليورو. تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة، لأنتهبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها
وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي، فالآخرون لم يكونوا ليدروا
ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد يورو من أحد.
- حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟
- سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.
علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي وهي تمسك بيدي قائلة:
اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!
وأنا أقول لها : “بس دقيقة”، “بس دقيقة”…
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة. كانت هذه الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة، حتى إنني شعرت بنوع من الحزن
عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.
قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة:
على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد. فأعطيتها جوالي لتتصل. المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ
رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو، والثانية منها تقول فيها:
كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك.
إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك. فرددتُ عليها برسالة قلت فيها:
عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ
على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.
“بس دقيقة”… حكمة أعرضها للبيع، فمن يشتريها مني في زمن نهدر فيه الكثير الكثير من الساعات دون فائدة ؟
بقلم : محمد عبد الوهاب جسري

أخبـــــار ...أخبار ...أخبـــار

جنيــــ85ـــها مساعدة شهرية لكل طفل معاق


أصدر الدكتور علي المصيلحى وزير التضامن الاجتماعي، تعليماته لمديري مديريات التضامن الاجتماعي والإدارات الاجتماعية وجميع الوحدات ومراكز الخدمات الاجتماعية المتكاملة بصرف قيمة المساعدة الشهرية للأسر التي يكون من بين أفرادها طفل أو أكثر معاق ذهنيا بمفرده وباسمه بواقع 85 جنيها شهريا لكل طفل معاق على أن يكون القائم بالصرف هو الأب أو الأم أو المتولي شؤون رعاية الطفل المعاق.
وأوضح الوزير، اليوم السبت، أن هذا يأتي في إطار حرص الوزارة على رفع المعاناة عن الأسر التي لديها أكثر من طفل معاق ذهنيا، حيث يتضررون من احتساب المساعدة الشهرية للأطفال جميعهم كأسرة واحدة ولا يتم احتساب قيمة المساعدة لكل طفل معاق ذهنيا بمفرده.
وأشار إلى أن البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية لرعاية الأسر الأولى بالرعاية وحماية الفئات المهمشة يتطلب مراجعة كافة القوانين واللوائح والقرارات لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة في رفع المعاناة عن كاهل الأسر الفقيرة، مشيرا إلى أن قانون الضمان الاجتماعي الجديد هو إحدى آليات رفع المعاناة عن هذه الأسر في ظل البرنامج الانتخابي، وأضاف الوزير أن اللائحة التنفيذية للقانون روعي فيها تبسيط الإجراءات وتسهيل الحصول على الخدمة وتوفير عنصري الدقة والسرعة في أداء الخدمة ووصولها إلى مستحقيها.
وكان الوزير قد أعلن عن قرب الانتهاء من إعداد اللائحة التنفيذية لقانون الضمان الاجتماعي الذي سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من يناير القادم

كلمات قــرأتها فأعــجبتـني



..السلام عليكم و رحمه الله و بركاته..
.. كلمات قرأتها فأعجبتني فوددت أن تشاركوني في قراءتها ..

------------ --------- ---------
.. ๑ஜ๑ حكمة اليوم وكل يوم ๑ஜ๑ ..

كن حذرا ...

من الكريم إذا أهنته ، ومن العاقل إذا أحرجته
ومن اللئيم إذا أكرمته ، ومن الأحمق إذا مازحته
ومن الفاجر إذا عاشرته

أني ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية
وذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من الحاجة للناس
ونقلت الحديد والصخر فلم أجد أثقل من الدين .

أعلم أن الدهر يوما يوم لك ويوم عليك
فان كان لك فلا تبطر وأن كان عليك
فأصبر فكلاهما سيمر

وأخيرا أسطر لكم هذه الأبيات


صغير يطلب الكبرا .. وشيخ ود لو صغرا
وخال يطلب العملا .. وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقرا
فهل حاروا مع الأقدار .. أم هم صيروا القدرا

ثلاث قصص.....محمد البساطى


‏1‏ـ عضة كلب
تعمل سهير في إحدي دور النشر‏,‏ وتقيم في شقة صغيرة مع أمها التي انفصلت عن أبيها‏..‏ لا تعرف سبب انفصالهما‏.‏ سألت أمها‏.‏ قالت‏:‏ ـ يا ريتني أعرف‏.‏ كنت استريحت‏.‏
أبوها صعب‏.‏ عكر المزاج‏,‏ يتكتم أسباب الانفصال ولا يحب أن يتكلم عنها‏,‏ وربما لم تكن هناك أسباب‏.‏كل ما في الأمر أنه ضاق بها فقال لها ابحثي لك عن مكان‏.‏ طبعه وتعرفه‏,‏ وأمها أدري به‏.‏ لم تناقشه‏,‏ كانت علي ما يبدو تظنها نوبة غضب وتزول مثل المرات الثلاث السابقة‏,‏ والتي ذهبت فيها للإقامة عند صديقة لها‏,‏ وحين يبلغه الأمر‏,‏ وكانت هي من تبلغه‏,‏ يزفر غاضبا‏,‏ ويتحرك من غرفة لأخري ثم يصيح بها‏:‏
ـ شايفة أمك بتعمل أيه ؟
ـ يعني حاتروح فين ؟
ـ لها أقارب تروح لهم‏.‏
ـ بعد عشرين سنة زواج تروح لهم‏.‏
ـ اتصلي بها ترجع‏.‏
هذه المرة صممت أمها أن يكون لها سكنها‏.‏
وقد كان‏.‏
جمعت ملابسها في حقيبتين‏,‏ وقالت له خلال باب حجرته المغلق‏:‏
ـ حاخد سهير‏.‏
ـ خديها‏.‏
وخرجا معا‏.‏
ربما لم ينتبه لما قاله إلا في اليوم التالي‏,‏ فوجئت به يتصل بها تليفونيا في عملها يسألها أين ذهبت؟
ـ مع أمي‏.‏
ـ فين ؟
ـ عندها شقة قاعدين فيها‏.‏
ـ أجرت شقة‏.‏
ـ آه
أغلق التليفون
يبدو لها حين تتذكر ما جري أنه حدث عقب عضة الكلب‏,‏ ولا تدري لم أحست أنها السبب في انفصالهما‏.‏ كيف ؟ لا تعرف‏,‏ لكنه إحساس ظل يلح عليها‏.‏ كانوا معا عائدين بالقطار من الإسكندرية دخلوا ردهة المحطة الداخلية يسحبون حقائبهم‏,‏ بيد أمها نصف سندويتشلانشون تبقي معها عندما نزلوا من القطار‏.‏ فجأة سمعت زمجرة الكلب‏,‏ ورأته يفلت من يد صاحبه ويقفز نحوهم‏,‏ قذف أبوها بحقيبته في طريقه‏,‏ تفاداها الكلب وواصل هجومه‏,‏ تعثرت أمها صارخة سقطت قاعدة‏,‏ رمت إليه السندويتش‏,‏ غير أن الكلب أطبق أسنانه علي ذيل فستانها فمزقه‏,‏ سحبت ساقها بعيدا‏,‏ الكلب ـ كما رأت ـ هدأ قليلا ثم رأي الساق تتحرك أمامه فعضها‏.‏
يومها ترك أبوها الحقائب مع شيال في المحطة‏,‏ رفع أمها وساعدته امرأة من عاملات النظافة‏,‏ حملهم التاكسي إلي المستشفي‏.‏
قرروا إعطاءها عددا من الحقن‏.‏كل يوم واحدة‏.‏ ولف الطبيب الشاش حول العضة بساقها‏.‏ بعد أسبوع وكانت ممدوة بالسرير راحت تفك الرباط‏:‏
ـ الدكتور قال حاتترك أثرا يروح بعد شوية‏.‏
كانت تكلم أباها الواقف بجوار الفراش ينتظر‏.‏ قال في ضيق‏:‏
ـ كل ده رباط
ـ خلاص آهه‏.‏
بدت البقعتان داكنتين ببشرتها البيضاء‏.‏ ظهرت ملامح قرف علي وجه أبيها‏.‏ ضغطت أمها بطرف اصبعها علي البقعتين ونظرت إلي أبيها في تردد‏.‏ قالت‏:‏
ـ خلاص‏.‏ راحت بص مفيش وجع‏.‏
نظر إلي الساق الممدودة مرة أخري‏.‏ انتبهت أمها إلي نظرته‏.‏ غطت مكان العضة وخفضت رأسها‏.‏
استدار أبي وخرج من الحجرة‏.‏ ليلتها طلب من أمها علي ما يبدو أن تنام مع ابنتها‏.‏ فوجئت بها تدخل حجرتها ووجهها منقبض وتمددت بجوارها دون كلمة‏.‏ أسبوع وهي تنام في حجرتها‏.‏ ونقلت بعض ملابسها إلي دولابها‏.‏ هي في السابعة عشر بما يجعلها تلاحظ أنه لم يقربها طول الأسبوع في الأيام الأخري كانت تحس ببهجة أمها وهي تغادر الحجرة في الصباح‏,‏ وتغلق بابها دون صوت‏,‏ وبعد حمامها تأتي إلي المطبخ تقف بجوارها لتعد الفطور لأبيها‏.‏
هي فرحة لأمها‏,‏ تقول‏:‏
ـ استريحي أنت وأنا أجهز لكما الفطور‏.‏
ـ أنا صحيت خلاص‏.‏
اعتادت خلال هذا الاسبوع أن يخرج كل يوم ويتناول غداءه قبل أن يعود للبيت‏.‏ وفي وجبة العشاء تعد أمي طبق السلطة التي يحبها‏,‏ وتحمل هي الصينية إلي غرفته‏.‏ يسألها‏:‏
ـ مين عمل السلطة‏.‏
ـ أمي‏.‏
ـ خديها‏.‏ خذي الصينية كلها واعملي لي سندويتش جبنة رومي‏.‏
هما وحدهما في الشقة ولا تفصح عن سبب انفصالهما‏.‏ بدا أنها تعرف وتتكتم‏.‏ تقول‏:‏
ـ أبوك‏.‏ وانت عارفاه‏.‏ طول عمره كده‏.‏
تقعد في الفراش وتمد ساقها المعضوض في الشمس‏.‏ تقول‏:‏
ـ راحت‏.‏
هي بجوارها‏.‏ تنحني وتنظر‏.‏ تقول أمها‏:‏
ـ بصي‏.‏ باقي حاجة بسيطة‏.‏ بكرة تروح
وتقول مبتعدة‏:‏
ـ موش باينة‏:‏
ـ خفيف‏.‏
ـ اللي عايز يشوفها حايشوفها‏.‏
في كل مرة تعود من العمل تنظر أمها إلي وجهها تبحث عن أخبار جديدة‏.‏ في النهاية تسألها‏:‏
ـ أتصل بك ؟
وتقول انه لم يتصل‏.‏
تسألها إن كانت تريدها أن تتصل به ؟
ترفض‏.‏
تقترح عليها الخروج‏.‏
ـ نروح فين ؟
ـ نتمشي‏.‏ نتعشي بره‏.‏ ونشوف المحلات‏.‏
ـ ماليش نفس‏.‏ اخرجي أنت‏.‏
ـ لوحدي ؟
ـ طيب‏.‏ أخرج معاك‏.‏
لها ساقان جميلتان‏.‏ بشرتها بيضاء ناصعة‏.‏ جيبتها وفساتينها تتوقف عند الركبة‏.‏ تخطر في مشيتها مزهوة بهما‏.‏
نظرت إلي الفستان الذي ستلبسه والتفتت إلي ساقها المعضوض‏.‏ قالت‏:‏
ـ ودي أخفيها ازاي ؟
ـ البسي حاجة طويلة‏.‏
ـ ماعنديش‏.‏
ـ بنطلون‏.‏
ـ عمري ما لبسته‏.‏
ـ لما ننزل نشتري واحد أو اثنين‏.‏
ـ عمري ما لبسته‏.‏
ـ جربي‏.‏ مريح‏.‏
ـ طيب‏.‏
ونظرت إلي ساقيها بأسف‏.‏
تعود من الخارج متعبة‏.‏ تشطف نفسها‏,‏ تستلقي في الفراش وتروح في النوم‏.‏
كانت في الأربعين‏,‏ تذوي يوما بعد يوم‏.‏ وماتت دون ضجة في الليل‏.‏ لم تشعر بها‏.‏ كانت في قعدتها أمام التليفزيون‏.‏ مالت علي جنبها‏,‏ وراحت‏.‏
تذهب إلي بيت أبيها لترتيبه‏,‏ لا يتحمل وجود الخادمات‏,‏ بعد رحيل أمها أخذ حقنة خطأ وأصيب بشلل نصفي‏,‏ يتحرك علي مقعد بعجلتين‏,‏ وكان هناك أمل في شفائه مع العلاج الطبيعي‏,‏ لم يكن مهتما‏.‏ وكانت تلح عليه لتأخذه إلي جلسة العلاج بالمستشفي حتي بدا لها انه مستريح لوضعه‏.‏
يسألني عن أمي‏,‏ وإن كانت مرضت ؟
ـ أبدا‏.‏ قبل ما تموت بأسبوع اشترت بنطلونا‏.‏
ـ معقول؟ وكان شكلها ايه؟
ـ مالحقتش تلبسه‏.‏
ـ آه‏.‏
في لحظة تجرأت وسألته عن أسباب انفصالهما ؟
ظهرت تكشيرة علي جبهته‏.‏ قال ؟
ـ فيه حاجات عيب تسألي عنها‏.‏
ـ أنا بنتك وبنتها يبقي فين العيب ؟
رمقها بنظرة غاضبة ولم يجب‏.‏
قالت وقد أحست أنها تتهور‏.‏
ـ ويمكن مفيش أسباب‏.‏
ـ اسكتي‏.‏
وسكتت‏.‏
حين ذهبت في المرة الثانية لترتيب البيت طردها‏.‏ صاح في غضب عنيف‏:‏
ـ غبية‏.‏
ـ أيه‏.‏ جري أيه؟
ـ حاجة في مكانها‏.‏ سيبيها في مكانها‏.‏ نظارة هنا‏.‏ قلم هنا‏.‏ كتاب هنا‏.‏ تنقليه من مكانه ليه ؟
ـ برتب الفوضي اللي أنت عايش فيها‏.‏
ـ ترتبي وأدوخ أنا‏.‏ عارف مكان كتاب كذا وأروح له‏.‏ موش لاقي حاجة‏.‏ عارف مكان النظارة وأروح له‏.‏ موش لاقي‏.‏ ويروح اليوم وأنا بدور عشان حضرتك بترتبي‏.‏ أمشي‏.‏ ما تيجيش تاني‏.‏
ومشت‏.‏ لم تغضب‏.‏ لكنها كانت مكسورة الخاطر‏.‏ بكت في عودتها‏.‏ هي أخطأت‏.‏ كان يجب أن تعرف أهمية بقاء الأشياء في مكانها بالنسبة له‏.‏ وفكرت أن تكلمه في التليفون تطلب العودة لترتيب البيت‏,‏ وخشيت رفضه‏.‏
بعدها بشهر جاءها الحارس بخبر موته‏.‏
قال إنه صعد إليه في الصباح بالجرائد‏.‏ وجد باب الشقة مواربا علي غير العادة‏.‏ ضغط الجرس مرة والثانية ولا أحد يرد‏.‏ دفع الباب ودخل‏.‏ وجده كالنائم في المقعد علي بعد خطوتين ورأسه مائل علي صدره‏.‏
ـ ويظهر والله أعلم أنه أول ما حس بالأزمة‏.‏ كان عنده أزمات موش كده؟
ـ ماكانش بيقول‏.‏
ـ أول ماحس بها فتح الباب عشان أعرف أدخل‏.‏ آه‏.‏ كان منتظرني‏.‏
‏2-‏ البغل وصاحبه
ظهر رجل في بلدتنا‏,‏ لايعرف أحد من أين جاء‏.‏ كل ما يملكه من الدنيا بغل‏.‏ وضع علي ظهره سرج حصان تكسوه قطيفة ناعمة‏.‏ يحممه كل نهار أمام عشته علي شاطئ الترعة‏,‏ ويدعك بدنه بالقش‏,‏ أعلن عن نيته تأجير البغل لنساء البيوت حين يرغبن في الخروج ليلا لزيارة أقاربهن والعودة‏.‏ كان ذلك يتيح للزوج البقاء في البيت أو الخروج للسهر مع أصحابه‏,‏ ولايعطي فرصة للرجال علي المقاهي لمعرفة المرأة والكلام عنها وهي علي ظهر البغل بدون زوجها‏.‏
البغال يقضي النهار أمام عشته يمص القصب‏.‏ ربطة من عشرة عيدان يأتي عليها في ساعة من النهار‏.‏ ويحمل المصاصة ويلقي بها في خرابة غير بعيدة فتأخذ الذباب معها‏.‏ يتمطع ويرقد في تعسيلة قصيرة‏,‏ وقبل أن تعتم يأخذ غطسا في الترعة‏.‏ ويلبس جلبابا نظيفا يعلقه علي مسمار في العشة‏,‏ ويأتي بمقعد من الخشب يجلس عليه في الخارج منتظرا الزبائن والبغل بجواره يمضغ ما يوضع أمامه‏.‏ في البداية لم يلتفت إليه أحد‏.‏ إلي أن قام واحد من أعيان البلدة بتأجيره‏.‏ وكثر طلبه‏.‏ كان يوقف البغل أمام باب البيت ويعطيه ظهره‏.‏ تخرج الزوجة ملتفة بملاءتها‏,‏ ويضع الزوج مقعدا صغيرا فوق العتبة‏.‏ تصعد عليه مستندة إلي كتفه وتمتطي البغل‏.‏ ويقول الزوج لصاحبه‏:‏
ـ ترجع بعد ساعة‏.‏
ويخرج صوتها من داخل الملاءة‏:‏
ـ بعد ساعتين‏.‏
ـ خلاص‏.‏ بعد ساعتين‏.‏
استخدمه أبي ثلاث مرات‏,‏ إلي أن وقعت الواقعة‏.‏ أبصر واحد من الأهالي البغل شاردا في الليل علي حافة حوض ذرة‏.‏ اقترب منه لمح شواشي الأعواد تتمايل في بقعة غير بعيدة عن شط الحوض ظنه نمسا يداعب آخر‏.‏ كاد ينصرف غير أن وجود البغل غير رأيه‏.‏ أزاح الأعواد ورآهما صاحب البغل وامرأة تحاول أن تغطي ساقيها وتصرخ‏:‏
ـ ياخرابي‏.‏ حايفكر أننا بنعمل حاجة‏.‏
ضرب الرجل البغال علقة ساخنة وشج رأسه بحجر‏,‏ أخذهما والبغل إلي بيت العمدة‏.‏
وكانت فضيحة‏.‏ المرأة كان يشاع عنها كلام كثير‏.‏ والبغال قال هي التي أغوته قالت له إنها لم تجرب أبدا النوم في الذرة‏.‏ تسمع عنه ولم تجربه‏.‏
وسألته إن كان صحيحا مايقال أن فيه فئرانا؟
وقال لها إن الذرة لايوجد بها فئران‏.‏
وقالت‏:‏ طيب‏.‏ أبص بصة‏.‏ أشوف كلامهم صح ولا لأ
قالتها مرتين‏.‏ والرجل منا موش حجر
صفعه العمدة في عنف‏:‏
ـ لأ حجر يا ابن‏....‏
أرسلهما في نفس الليلة إلي نيابة المركز‏,‏ واحتفظ بالبغل‏,‏ غير أن سكرتير النيابة طلب منه في الصباح إرسال البغل‏.‏
جن جنون أبي‏.‏ وانهال ضربا علي أمي‏:‏
ـ وجربت النوم في الذرة أنت كمان؟
يستريح قليلا ويعود إلي ضربها‏,‏ ترفع ذراعها لتتقي ضرباته‏,‏ يدهشني أنها تستطيع أن ترفعه بيديها وتضربه في الحائط ولاتفعل قعد فجأة في ركن الحجرة يلهث‏:‏
ـ بغال‏.‏ يا فضيحتي‏.‏
كنت منزويا أرقبهما‏.‏ لا أحاول الاقتراب‏,‏ فكثيرا ما نالتني ضربات وركلات من أبي‏.‏ هي أيضا كانت تدفعني بعيدا قالت‏:‏
ـ خلاص‏.‏ استريحت؟
كنت لحظتها أفكر كم واحدة ركبت البغل في البلدة وتضرب الآن مثل أمي؟
وخرجت من الحجرة‏.‏
‏3‏ـ الخادمة
كان عندنا في البيت خادمة صغيرة‏.‏ زبيدة في الثانية عشرة‏.‏ شاطرة وتحبها أمي‏.‏ شايلة البيت كله يناديها أبي عندما يريد شيئا‏.‏ ويجب أن يناكدها‏.‏ يتقبل هزارها ويسعي إليه‏.‏ قالت له مرة‏.‏
ـ وتلبس شراب وجزمة كمان؟
ـ وعايزاني أعمل إية؟
ـ تلبس الشراب وتشيل الجزمة في ايديك‏.‏
وتضحك مسرعة في الابتعاد
تبيت عندنا‏.‏ فرشتها في الحوش‏.‏ تمر عليها أمي قبل أن تدخل حجرتها‏.‏ تغطي ماتكشف منها أثناء النوم‏,‏ ودائما تجد بقية من عشائها في طبق بجوارها‏.‏ وتجد أيضا فمها ممتلئا بالأرز أخدها النوم وهي تأكله‏.‏ تفرغ فمها والبنت مستغرقة في نوم ثقيل بين يديها‏.‏ تصب في فمها جرعة ماء تشرق البنت وتسعل‏.‏ تخبطها أمي علي ظهرها حتي يتوقف السعال وتنتظم أنفاسها‏.‏ تعيدها للفرشة‏.‏
يعمل أبوها باليومية‏.‏ ويقيم في بيت صغير بالقرب منا‏.‏ حين ماتت أمها أراد أن يأخذها‏.‏ قال‏:‏
ـ آهي ونس‏.‏ وتشتغل معنا في الغيطان تجيب قرشين‏.‏
قالت أمي‏:‏ حاعطيك تلات أضعاف اللي حاتخده في الغيطان‏.‏رسم الرجل خطوطا بعود قش في الأرض‏.‏ كان قاعدا بجوار العتبة مستندا بظهره للحائط‏:‏
ـ اللي تشوفيه ياست أم يوسف
ـ ولما تعوزها أبعتها لك‏.‏
ـ اللي تشوفيه‏.‏
ـ ولو اتجوزت وهي عندي حا أقوم بكل تكاليفها‏.‏ هدوم‏.‏ فرش‏.‏ مصاغ‏.‏
ـ كتر خيرك
عام ومرض الرجل‏,‏ بلهارسيا وكبد وخلافه‏.‏ وقعد في البيت‏.‏ ترسل له أمي وجباته مع زبيدة التي أقامت عنده لترعاه في مرضه كانت تمر علي أمي كل صباح منتفخة العينين تسألها إن كانت تريد أن تشتري لها شيئا من السوق‏.‏
شهر‏.‏ ومات
وجاءت عمتها بعد الدفنة‏.‏ امرأة بمقعدة ضخمة‏,‏ والملاءة مطوية علي كتفيها علامة عن استعدادها للشجار‏.‏ وأمي لاتعرف الشجار ولا أصوله‏.‏ وضعت قدمها فوق العتبة وزعقت‏:‏
ـ يااللي هنا
خرجت أمي إليها‏.‏ قالت المرأة في شخط‏:‏
ـ فين زبيدة؟
ـ موجودة‏.‏
ـ ما أنا عارفة أنها موجودة‏.‏ هاتيها‏.‏
ـ أجيبها فين؟
ـ حاخدها‏.‏ أنا عمتها وكلمتي اللي تمشي‏.‏ بتعمل إيه عندك؟
البنت قاصر‏.‏ وكلمة عمتها اللي تمشي‏.‏ ولاحيلة لنا
قالت أمي‏:‏ البنت مستريحة هنا‏.‏ خليها‏.‏
ـ وأخليها ليه؟ حاتستريح عندي برضه‏.‏ أنا أحق بها‏.‏ تخدمني بدل الاغراب‏,‏ وفيه حكومة تديني الحق ده‏.‏
ـ وعلي أيه الحكومة‏.‏ انا كنت بدفع للمرحوم راتب لها‏.‏ قرشين للزمن ينفعوها‏.‏
ـ كنت بتدفعي له كام؟
زبيدة متوارية خلف باب الحجرة‏.‏ وأنا بالقرب منها وبيدي مقشه بلح إذا ماحاولت المرأة الاعتداء علي أمي‏.‏
وذكرت لها أمي الراتب وقد خطر لها فجأة أن تنقص للنصف
وقالت المرأة‏:‏ بس كده‏.‏ ماينفعش معاي‏.‏
وطلبت ضعف ما قالته أمي‏.‏ وأمي سكتت‏.‏ هزت رأسها كأنما تفكر‏,‏ ثم قالت‏:‏
ـ طيب‏.‏ ماشي‏.‏
ـوأنا اللي حاجي آخد الراتب‏.‏ وتخلي بالك من البنت‏.‏ ماتزعلهاش‏.‏ هي فين؟
ـ علي السطح بتنشر الغسيل‏.‏
ـ سبيها تنشر‏.‏
وانصرفت‏.‏
أمي لم يعجبها ماجري‏.‏ ولا أبي صعب عليها حال البنت‏.‏ كل تحويشتها للزمن ستأخذه عمتها‏.‏
والحل؟
كانت وأبي في لحظة صفاء يشربان الشاي في الحجرة‏,‏ ويتبادلان الكلام‏.‏ سمحا لي بالبقاء لمراجعة دروسي بالقرب منهما‏.‏ قالت أمي‏:‏
ـ خدني علي قد عقلي‏.‏
ـ قولي
ـ من غير غضب ولاشتيمة‏.‏
ـ أنت فاكر سامية؟
ـ سامية قريبتك‏.‏ دي في القاهرة
ـ آه هناك‏.‏ لو بعتنا لها زبيدة؟ هي من فترة طلبت مني أشوف لها بنت‏.‏ قلت إيه؟
ـ والله ماعارف‏.‏ أنت أفكارك دايما تجيب المتاعب
ـ متاعب فين؟
ـ ولما عمتها تسأل عليها؟
ـ ولا نعرف مشت لحالها‏.‏ حاتزعق زعقتين‏.‏ نقفل الباب في وشها‏.‏ وخلاص حاتعمل إيه؟
ـ ونكتب لزبيدة العنوان في ورقة‏.‏ ومعاها جواب لقريبتك قومي شوفي هدومها وأعملي لها لقمة تأكلها في السكة‏.‏
ـ البنت حاتوحشني‏.‏
ـ وأنا كمان
وأعدت أمي هدومها في كيس‏.‏ وحتي لا يرانا احد ويبلغ عمتها‏,‏ أخذتها مع طلعة النهار الي محطة القطار‏.‏ وقطعت لها التذكرة
ومشت‏.‏
سنين ولا يأتينا عنها خبر‏.‏ وسامية قريبة أمي أخبرتنا في خطاب أنها لم تصل إليها‏.‏ قلقنا عليها‏,‏ وسكتنا‏.‏ قالت أمي‏:‏
ـ لو حاجة وحشة لاقدر الله كنا عرفنا‏.‏
قال أبي‏:‏ ـ وتعرفي إزاي؟
ـ كانوا حايبلغونا‏.‏
ـ ويبلغونا إزاي؟
ـ أولاد الحلال كتير‏.‏
ـ أنت وأفكارك
وشوفوا الصدفة‏.‏ وأنا طالب بالجامعة وماشي قرب ميدان التحرير وأسمعه اللي بيناديني‏:‏
ـ أستاذ يوسف‏.‏ أستاذ يوسف
التفت‏.‏ واحدة في العشرين تسرع نحوي‏,‏ تعلق حقيبة اليد علي كتفها‏.‏ ويداها ممدودتان إلي‏,‏ سلمت عليها‏.‏ عيناها علي وجهي وتبتسم‏:‏
ـ موش فاكرني؟ أنا زبيدة
ـ زبيدة ياخبر‏.‏ أنت فين؟
كبرت‏,‏ ولها صدر امرأة وجهها مصبوغ بالألوان‏.‏ والبلوزة مفتوحة من أعلي تكشف اعلي صدرها‏.‏
أحست بنظرتي‏,‏ وأغلقت الزر الأخير‏,‏ قلق خفيف بدا علي وجهها‏.‏ قالت ضاحكة‏:‏
ـ عرفتك أول ماشفتك‏.‏ ماتغيرتش لما كبرت‏.‏
ـ ولا انت‏.‏
ـ لأ‏.‏ أنا تغيرت كتير‏.‏
أخرجت منديلا من حقيبتها‏.‏ رفعته إلي وجهها‏.‏ أرادت فيما يبدو أن تزيل الألوان عن وجهها‏,‏ تراجعت يدها‏:‏
ـ وازي الست أم يوسف؟
ـ بخير‏.‏ والوالد بخير‏.‏ دخنا عليك معرفناش مكانك‏.‏
ـ اسكت‏.‏ موش تهت
ـ معقول؟
ـ العنوان في الورقة وظهر أني رحت شقة غير الشقة‏.‏ وبيت غير البيت‏.‏ نصيب‏..‏ حظي كده‏:‏
الست في الشقة أخذتني عندها قالت لي لسة حاتدوري في الحر ده خليك هنا‏.‏ جابت لي هدوم حلوة جديدة‏.‏ واخذتني من ايدي شوفي دي اوضتك فيها سرير ودولاب وتسريحة حلوة قوي وقعدت معاها‏.‏
ـ مستريحة؟
ـ آهي ماشية
نظرت إلي ساعة يدها‏:‏
ـ هي اللي جابتها لي‏.‏ والغوايش اتنين ذهب عيار‏42.‏ وحلق‏.‏ شوف‏.‏ وخاتم‏.‏ كل كام يوم تشتري لي حاجة‏.‏
سكتت‏.‏ رمقتني في وداعة‏.‏ تنتظر علي مايبدو أن أتكلم‏.‏ أرمقها صامتا‏.‏ ابتسمت لها‏.‏ بادلتني الابتسام‏.‏
قالت‏:‏ أمشي بقي‏.‏
وظلت واقفه قالت‏:‏ ـ لما تروح البلد يا استاذ يوسف سلم لي كتير علي الست الوالدة‏.‏ وقل لها انني بخير ومبسوطة ومسير الحي يتلاقي‏.‏ واستدارت مبتعدة‏

.........حكاية أثناء النوم


فجأة قرر حاكم مصر أنه يريد برلمانا بلا معارضة، فجأة قرر أنه لا يرغب فى سماع أصوات تزعجه، فجأة شعر أن اللعبة الديمقراطية لم تعد تبهجه، فجأة شعر أن المصريين لم يعودوا يستحقون الحرية التى كان يعتقد أنه الذى منحها لهم، ولذلك أصدر أوامره إلى رجاله فى الإدارة والأحزاب معا بأن ينفذوا رغبته بأى شكل، حتى لو كانت الطريقة مزرية وقميئة ولا أخلاقية.

لا أحد يعرف متى جاءه هذا القرار بالضبط؟، ولا من الذى أشار به عليه؟، ولا كيف شعر أن حلفاءه الغربيين لأسباب تخصهم لن يكونوا مهتمين بأى تزوير يحدث فى الانتخابات؟، لا أحد سأله هل درس هذا القرار جيدا؟، هل فكر فى أن انفراده بالسلطة سيكون حقا فى مصلحة البلاد؟، هل أدرك كم هو موحش وخطير ألا يسمع الحاكم إلا أصداء صوته؟، بالطبع لم يفكر أحد من رجاله فى الحصول منه على إجابة لأى من تلك الأسئلة، فهم جميعا يعلمون أنهم خلقوا فى دنياه لكى يطيعوه، كل ما كان يهمهم أن ينالوا رضاه حتى لو استحقوا سخط الله وسخط الناس، للأمانة هم لم يكونوا يخافون من سخط الله فهم يعتقدون أنه غفور رحيم يمكن أن يسامحهم لأنهم عاثوا فى البلاد فسادا فقط إذا تقربوا إليه بعدد من الحجات والعمرات والصدقات، وهم أيضا لم يكونوا يرون أن الخوف من سخط الناس أمر يستحق أن تلقى إليه بالاً، فالناس لن يعرفوا مصلحتهم مثل ما يعرفها الحاكم ورجاله.
يومها صدرت الأوامر بأن يسقط كل رموز المعارضة فى دوائرهم أيا كان الثمن، وكان رجال الإدارة يقولون للناس جهاراً نهاراً إنه ليس من المعقول أن نخالف الأوامر السامية بعد كل ما قدمه القصر للبلاد، وإنه يجب أن يعلم الجميع أن جلالة الملك الشاب لن يفتتح برلمانا فيه معارضون يكرههم أبوه جلالة الملك فؤاد.. لماذا أنت مستغرب؟، أنا أحدثك عن انتخابات عام 1938 التى جرت فى ظل عهد الملك الشاب القادم حديثا من الخارج بعد سنوات من التعليم قضاها فى لندن، هل ظننت أننى أتحدث عن أحد آخر أو عن انتخابات أخرى لا سمح الله؟.

هل كان ينبغى أن أخبرك بذلك من الأول، لأنك شأن الكثير من أبناء بلادنا حكاماً ومحكومين لا نحب قراءة التاريخ ونستثقل دمه ونظن أن التاريخ ليس سوى أرقام سنوات مرتبطة بأحداث وأسماء حكام نحفظها لكى نصبها على ورقة الامتحانات ونحن تلاميذ، ولا ندرك أن التاريخ يحمل إجابات لكل أسئلة الواقع ولكن لمن أراد لها حلا.
عموما أنت تعلم عماذا أتحدث الآن، لكن هل تعلم أن تلك الانتخابات شهدت واقعة برلمانية غير مسبوقة فى تاريخ المجالس النيابية فى العالم كله، يومها كان حزب الوفد حزبا عظيما وليس «هفقا»، وكان يرأسه زعيم عظيم ملو مركزه اسمه مصطفى النحاس كان المصريون يعتبرونه زعيمهم الحقيقى، ولذلك عندما أصدر الملك أوامره لرئيس وزرائه على ماهر بضرورة إسقاط النحاس شخصيا فى دائرته سمنود بالغربية لتمريغ أنف الوفد فى التراب، قرر الوفديون أن يتحدوا إرادة الملك بحيلة غير مسبوقة اقترحها شاب انضم إلى الوفد حديثا اسمه فؤاد سراج الدين، كانت الفكرة أن يتقدم النحاس فى آخر لحظة قبل قفل باب الترشيح بأوراقه كمرشح فى دائرة أخرى اسمها الزعفران يضمن سراج الدين بحكم ما له فيها من أطيان وأنصار ألا يتقدم فيها مرشح منافس للنحاس أبدا.
وبالفعل تقدم سراج الدين بأوراق ترشيح النحاس فى الساعة الخامسة إلا خمس دقائق من يوم قفل باب الترشيح وتأكد من قفل باب الخزينة دون أن يتقدم للنحاس منافس فى الدائرة، وعندما وصل الخبر إلى القصر صدر أمر من فريد أبوشادى، مدير الغربية المنتدب، بفتح الخزينة وإحضار أى شخص من البلد وتقديم أوراق ترشيح له ودفع أى تأمين فورا حتى لو كان هذا الرجل نكرة لا يعرفه أحد، وبالفعل لم يعدم رجال القصر شخصا يبيع نفسه من أجل المال، والشهرة أيضا، فهو سيكون منافسا للنحاس باشا بجلالة قدره، وكتب التاريخ تقول إن هذا الشخص اسمه محمد سعيد، لكنها لا تذكر عنه أى معلومات أخرى، ربما لأنه لم تكن لديه فعلا معلومات أخرى يمكن أن يذكرها أحد، وربما لذلك قال فؤاد سراج الدين للنحاس إن ما حدث أمر ليس له أى قيمة لأن كل مَن فى الدائرة هم إما مستأجرون لديه أو عمال فى مزارعه، وأنهم جميعا يحبون النحاس ولن تجدى أى ضغوط تمارس عليهم.
فى يوم الانتخابات شهدت مصر مهازل لم يسبق لها مثيل فى تاريخ برلماناتها، وصلت إلى حد أن يقوم شيخ بلد كفر الثعبانية أحد أكبر مراكز دائرة سمنود ومعه عدد من الخفراء
(الذين كانوا يلعبون دور البلطجية يومها)
باقتحام سيارة النحاس أثناء توجهه لتفقد الدائرة، وقاموا فى حضوره بضرب مندوبه فى الكفر بهراوة على رأسه، ثم اختطفوه فى حضور النحاس المذهول مما يجرى، وعندما ذهب النحاس إلى وكيل النيابة الذى يراقب الانتخابات وأبلغه بأن شيخ البلد نبيل غنيم قام بكذا وكذا، تم استدعاء شيخ البلد الذى أنكر ما حدث جملة وتفصيلا، بل وقام بإحضار فلاح طاعن فى السن يرتدى ملابس بالية وقال إنه والد مندوب النحاس، وعندما سألوه عن مكان ابنه قال لهم إنه مسافر إلى القاهرة منذ يومين، قالوا له لكن النحاس باشا يقول إن ابنك كان معه وتم شج رأسه وخطفه، فأنكر الأب ذلك تماما، ووجد النحاس نفسه يواجه تهمتى الكذب وإزعاج السلطات، لولا أن وكيل النيابة كان رجلا شريفا وأدرك ما حدث فأغلق المحضر.
كانت الأخبار تتوالى إلى قيادة الوفد من جميع أنحاء البلاد بسقوط قتلى وجرحى على أيدى رجال البوليس، واختطاف صناديق الانتخابات من داخل مراكز الاقتراع، والاعتداء من قِبَل الخفر والعساكر على رجال الوفد الذين حاولوا حماية الصناديق بشراسة وقرروا الاستمرار فى ذلك مهما كلفهم من تضحيات.
وعندما وصل إلى النحاس أن عددا من كبار رجال الوفد الذين كانوا ينجحون فى كل انتخابات بالتزكية مثل مكرم عبيد فى قنا وعبدالفتاح الطويل فى الإسكندرية وأمين الوكيل فى دمنهور وأمين الإتربى فى أخطاب تم الإعلان عن سقوطهم بنتائج مزرية، أصدر النحاس أوامره إلى كل رجال الوفد بأن ينصرفوا فورا ويتركوا صناديق الانتخابات لرجال البوليس والإدارة لكى يزوروا فيها كما يشاءون.
عاد النحاس إلى القاهرة وبدأت تتوالى تباعا نتائج سقوط مرشحى الوفد والمعارضة فى كل الدوائر، وبقيت دائرتا سمنود والزعفران اللتان ترشح فيهما النحاس فلم تعلن النتيجة فيهما، ويقولون إن على ماهر كان يحاول إقناع الملك بضرورة إعلان نجاح النحاس فى إحداهما غسلا لسمعة البرلمان القادم، لكن إرادة الملك تغلبت وصدر فى ساعة متأخرة من الليل بيان من الداخلية يعلن أن النحاس زعيم الأمة سقط فى دائرتى سمنود والزعفران، أى أن الشعب المصرى قرر من أجل مستقبله أن يختار محمد سعيد بدلا من مصطفى النحاس.
يومها لم يسقط النحاس وحده فقط، بل سقط كل رجال المعارضة الذين قدموا أداء نيابيا راقيا كانت مصر تفتخر به وقتها، وفى المقابل شهد ذلك المجلس أعلى نسبة من كبار ملاك الأراضى قياسا على الهيئات البرلمانية السابقة، بل ووصلت نسبتهم فى الوزارة، التى تشكلت عقب الانتخابات إلى 66 فى المائة من الوزراء كما يقول الدكتور عاصم الدسوقى فى دراسته عن دور كبار الملاك فى الحياة السياسية المصرية، وهى نفس الوزارة التى قام بتشكيلها محمد محمود باشا، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، الذى كان يضم أكبر عدد من المثقفين المدافعين عن الليبرالية والديمقراطية والتقدم.
وبرغم رضا وزارته بأن تكون ألعوبة فى يد الملك لضرب إرادة الشعب فقد أصر الملك على إهانتها بأن رفض قائمة الوزراء التى تقدم بها محمد محمود عشر مرات ولم يقبل بها إلا فى المرة الحادية عشرة لكى يوصل رسالة قوية إلى البلاد كلها بأنه لن يسمح بأن يعلو صوت فوق صوته.
لا شك أن الملك كان سعيدا جدا للغاية فى تلك الأيام، لا شك أنه كان يضحك ملء شدقيه، لا شك أنه كان يشعر أنه قام بضرب قادة المعارضة على أقفيتهم، لا شك أن أجهزته الأمنية كانت ترفع له تقارير عن غيظهم وحنقهم وخيبة أملهم، لا شك أنه لم يفكر ولو للحظة فى خطورة ما فعله على مستقبل البلاد لأنه يرى أنه هو وحده مستقبل البلاد، لكن يا ترى هل تذكر الملك كل ذلك وهو يبحر فوق يخته الملكى مطرودا من عرشه وبلده بعد قيام ثورة يوليو التى بدورها استغلت ذلك النوع من الانتخابات ذريعة لإلغاء التمثيل النيابى كله على بعضه؟ يا ترى هل قال الملك لنفسه ما الذى كان سيجرى لو احترمت إرادة الأمة ولم أحول الديمقراطية إلى لعبة سخيفة ولم أسحق الفقراء والبسطاء لصالح الأغنياء والإقطاعيين؟

هل فكر الملك فى ذلك كله؟ لا أحد يعلم ذلك إلا الله، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون

الكاتب
بلال فضل
الأثنين 6-12-2010


الإنتخابات:أخر الأخبار


الأحد، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2010،
آخر تحديث 18:30
(GMT+0400)
ينتخب المصريون ممثليهم بالبرلمان من بين 5 آلاف مرشح
(شاهد التقرير)
القاهرة، مصر (CNN)-- شهدت الانتخابات التشريعية التي انطلقت في مصر الأحد، سقوط قتيلين على الأقل، بالإضافة إلى إصابة آخرين، لم يتضح عددهم على الفور، نتيجة مشادات وأعمال عنف شهدتها بعض اللجان الانتخابية.
وبحسب مراقبين فقد توفي الشاب عمرو سيد محمد، متأثراً بجراحه بعد تسديد طعنات له خلال مشادة بين أنصار والده، الذي يخوض الصراع الانتخابي بدائرة "المطرية" في القاهرة، وأنصار مرشحين آخرين.
إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء طارق عطية، قال إن واقعة مقتل نجل أحد المرشحين المستقلين طعناً بالسكين الاحد في دائرة المطرية، لا علاقة لها بالمنافسة الانتخابية داخل الدائرة.
وأضاف أن الشرطة ألقت القبض على شخصين، اعترفا بقتل الشاب طعناً بالسكين، أثناء تجوله بالدائرة، بعد قيامه بمعاكسة شقيقة أحدهما.
من جانب آخر، توفي رجل آخر يبلغ من العمر 55 عاماً، أثناء تواجده بإحدى اللجان الانتخابية، إلا أن محافظ المنوفية، سامي محمود عمارة، أكد أن المواطن، ويُدعى ناجي موسى عمران، توفي نتيجة إصابته بـ"أزمة قلبية."
ونفى عمارة، بحسب ما نقل موقع "أخبار مصر"، ما تردد عن مقتل المواطن إثر حدوث مشادة بإحدى اللجان الانتخابات بقرية "كمشيش" مركز "تلا" بمحافظة المنوفية.
كما شهدت بعض الدوائر الانتخابية حالات عنف، ففي دمنهور اعتدى مرشح مستقل على لجنة "معمل القزاز"، وقام بكسر الصندوق الزجاجي، فيما اعتدى أحد أنصار مرشحي الوطني على مرشح وطني آخر في دائرة المنصورة.
من ناحية أخرى، قال القيادي بحزب "التجمع"، أبو العز الحريري، إن "الانتخابات حسمت قبل أن تبدأ"، بالنسبة لغالبية المرشحين، بما فيهم مرشحي الحزب الوطني، وذلك بعد "الصفقات" التي أبرمها بعض الأحزاب مع الحزب الحاكم، لكي يدعي أن المجلس يضم نسبة من المعارضين، على حد قوله.
وأوضح الحريري، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الصناديق ملئت في اللجان قبل بدء عملية التصويت، وتم منع بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، ولم يدخل اللجان سوى مندوبي الحزب الوطني فقط، وهو ما يجعل الإقبال على الانتخابات هامشي للغاية، حيث لن تتعدى نسبة الإقبال على الانتخابات من 4 إلى 5 في المائة، من عدد الناخبين الذين يقارب عددهم 40 مليون ناخب.
كما شدد القيادي بحزب التجمع على أن اللجنة العليا للانتخابات "تخالف الأحكام القضائية"، باستمرار الانتخابات في الدوائر الصادر بحقها أحكام بتأجيل الانتخابات.
وبحسب اللجنة العليا للانتخابات، فقد شهدت لجان الاقتراع في معظم المحافظات إقبالاً محدوداً، في الساعات الأولى من فتح اللجان الانتخابية أمام المواطنين الساعة الثامنة، بالتوقيت المحلي صباح الأحد، بينما شهدت محافظتي قنا والشرقية إقبالاً كبيراً، بسبب الطبيعة القبلية للمحافظة، وفق موقع "أخبار مصر".
إلى ذلك، تلقت غرفة العمليات بوحدة دعم الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان 40 شكوى منذ بدء العملية الانتخابية في الثامنة صباح الأحد وحتى الساعة العاشرة صباحاً، وتدخلت وزارة الداخلية في حل 14 منهم.
وتوجه أكثر من 40 مليون ناخب مصري إلى صناديق الاقتراع، الأحد، للإدلاء بأصواتهم لاختيار 508 ممثلاً لهم في مجلس الشعب من بين أكثر من خمسة آلاف مرشح، وسط توقعات بفوز ساحق للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
ويتابع نحو 6 آلاف عضو ينتمون لـ76 منظمة من منظمات المجتمع المدني ممن يحملون تصاريح لمراقبة العملية الانتخابية، الانتخابات في كافة الدوائر منذ الصباح بموجب تصاريح صدرت لهم من اللجنة العليا للانتخابات بالتنسيق مع المجلس القومي لحقوق الإنسان، وفق موقع
"أخبار مصر."
وكثفت الجهات الأمنية تواجدها في جميع أنحاء الجمهورية، خشية من وقوع اشتباكات، خاصة في الدوائر التي يطلق عليها دوائر "الموت" في بعض المحافظات مثل سوهاج وأسيوط وقنا والمنيا، إضافة إلى بعض دوائر القاهرة والجيزة والإسكندرية.
إلى ذلك، قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، السبت، بوقف إجراء الانتخابات في ست دوائر انتخابية بمحافظتي الجيزة والسادس من أكتوبر.
والدوائر التي قضت المحكمة بوقف الانتخابات فيها هي كل من: دائرة الهرم - العمرانية - الحوامدية - مسغونة - أوسيم - أكتوبر الأولى والتي تضم كرداسة والشيخ زايد وأكتوبر - دائرة "كوتة المرأة" بأكتوبر بأكملها، وفق الموقع نفسه.
جاء الحكم في ضوء ما تبين للمحكمة من عدم تنفيذ الجهة الإدارية
(اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية)
الأحكام القضائية النافذة السابق إصدارها عن قضاء مجلس الدولة، والتي كانت قد قضت بإدراج أسماء مرشحين مستقلين في الكشوف النهائية الخاصة بأسماء المرشحين أو عدم تمكينهم من استلام وتسلم أوراقهم الانتخابية.
وكان عدد من راغبي الترشيح في انتخابات مجلس الشعب قد أقاموا دعاوى لإدراج أسمائهم في الكشوف النهائية للمرشحين الذين سيخوضون غمار العملية الانتخابية، وقضت المحكمة فيها بوقف تنفيذ قرار الجهات الإدارية التي تم اختصامها بالامتناع عن تلقي طلبات الترشيح.
ورجح مراقبون أن يتم تغيير حصة المعارضة في مجلس الشعب بحيث يحصل حزب الوفد على النسبة الأكبر من مقاعد المعارضة في البرلمان على حساب جماعة الأخوان المسلمين.

وتوقع الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، الدكتور عمرو الشوبكي، حصول الحزب الوطني الحاكم على مقاعد الأغلبية في البرلمان، يليه حزب الوفد بعدد يتراوح بين 20 إلى 25 مقعدا، وانخفاض حصة جماعة الأخوان من 88 مقعد في الانتخابات التشريعية عام 2005 إلى 10 أو 15 مقعدا.
وأرجع الشوبكي في تصريحات سابقة لـ CNN العربية، تقليص حصة جماعة الإخوان لصالح الوفد لعدة أسباب، أبرزها "تضييق الخناق عليها من قبل الحكومة،
إضافة إلى فشلها في بناء ثقة بينها وبين الرأي العام، وأدائها البرلماني الباهت بأن طرحت أفكار وبرامج ضد المواطنة، وتمسكها بالشعار الديني الإسلام هو الحل."
وأطلقت السلطات المصرية حملة واسعة النطاق ضد جماعة الإخوان المسلمين خلال الأيام الأخيرة، ورغم عدم الكشف عن عدد المعتقلين من الحركة، إلا أن مصادر مسؤولة من "الأخوان المسلمين" أشارت إلى اعتقال أكثر من 1200 من بين صفوفهم.
ويذكر أن جماعة "الإخوان المسلمين" حُظرت رسمياً عام 1954، إلا إنها تعمل بشكل علني ويُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها قوة المعارضة الرئيسية في مواجهة "الحزب الوطني الديمقراطي" الحاكم. وبما أن الجماعة محظورة، فإنها لا تستطيع المنافسة في الانتخابات بشكل مباشر، إلا إنها سعت من قبل إلى إظهار قوتها بنجاحها في دعم مرشحين مستقلين.
ومن جانبها، أهابت منظمة العفو الدولية "أمنستي" بالسلطات المصرية أن تكفل عدم تعرض أي من المرشحين أو الناخبين للمضايقة أو الترهيب على أيدي قوات الأمن أو مؤيدي الحزب الحاكم أو غيرهم.
وذكرت المنظمة أن دعوتها جاءت في أجواء قيود جديدة فرضتها السلطات المصرية على نشطاء المعارضة السياسية، مما يمثل انقضاضاً على حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات وحرية الاجتماع.
ويُنظر إلى مستويات انتهاكات حقوق الإنسان خلال انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 باعتبارها مؤشراً على ما يمكن أن يحدث خلال الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011، وفق المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
ويذكر أن مصر رفضت أي مراقبة دولية للانتخابات بدعوى أنه تدخل في شؤونها الخاصة.
روابط ذات علاقةتوقعات بنصر ساحق للحزب الحاكم بانتخابات مصر
"التنفيذ لا الوعود"
شعار المصرية جميلة إسماعيل
مصر: حبس 156 مسيحيا بعد أحداث شغب


أخبااااااااار

إسرائيل تبدأ بناء سياج أمني علي حدودها الجنوبية
اراء القراء
1-سعر مرتاح
المتر ب 1480 دولار؟!! طب ما تشوفولنا يا جماعه المناقصة هتطرح امتي؟ ولا مظاريف مقفولة ولا ...؟ علي العموم سعر المتر مرتاح حتي لو فيه ولا...
2-إن المراقب لعديد جيش إسرائيل يجد سلالات عديدة من البشر , فهناك على سبيل المثال الروس وهم مصيبة المصائب من الاتحاد السوفييتي السابق على العرب , ثم يهود الفلاشا المرحلين من اثيوبيا , ثم لا ننسى اصحاب الجنسية المزدوجة الذين يخدمون في الجيش ومعظمهم من اميركا وكندا وسابق إعدادهم هناك خاصة الطيارين وذوي الخبرات العالية وعلى نفقة تلك الحكومات .ثم ويا للاسف من ربطوا مصيرهم مع العدو ومنهم حرس الحدود الدرزي وكذلك افراد من الجركس وهناك ايضا بعض من البدو والذين يعملون كشافة في جيش إسرائيل . واخيرا اصبحت إسرائيل تجند في صفوف جيشها ابناء المهاجرين وعلى إختلاف اسباب قدومهم إليها . ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله ).
3- مليون دولار جزء بسيط لحماية امنها القومي وجدار فولاذي لحماية الامن القومي. وحزام اخضر او المدينة الخضراء في العراق لحماية الامن القومي . والكل قريبا سيبني جدران لحماية امنه القومي حتى من اخوانه. اقول رحمة الله على جمال عبد الناصر و الملك فيصل
بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.... هانت بإذن الله وصدق الله العظيم-4
5-طبعا صورة تعودنا عليها من الاعلام الاسرائيلى لترهيب و اشاعة اشاعة الجيش الذى لا يقهر رغم تحطم هذة المقولة من سنة 73 لكن مفيش فيدة عسكرى خدمة على الحدود بشدة حرب كاملة دى دعاية بس و مبلغ يسرقو بة ماما امريكا بتعتهم
6-اولا كان يصح ان الخبر يقول" على الحدود المصرية الاسرائيلية" وليس على على حدودها الغربية!! السور بالشكل دا لو المتر يكلف 100 دولار يعنى 570جنية مصرى للمتر الواحد يبقى الكيلومتر ب100.000 دولار فى 250 كيلو يبقى 25 مليون دولار ودا تانى لو المتر ب 100 دولار موش 100 جنية - يعنى وبكدة يبقى كلا الجانبين واكل وشبعان!! يا ظلمة
7-أولا: لا يمكن أن يعبر أفريقى واحد من أرض مصر إلى أرض كنعان كدا عينى عينك وعيون الدوريات المصرية والإسرائيلية تجوب المنطقة ليل نهار دون كلل أو ملل، باستثناء عمليات التخابر وهى عمليات خاصة لا توثر بالطبع على أى تركيبة سكانية ولا تهدد الآمنين، فما بالكم بألف شهريا... أعتقد كلامهم واسع زيادة عن اللزوم، وقد تعودوا على الكذب الصارخ لأنهم يجدون من يصدقهم ويعينهم عليه. ثانيا: سور السلك العرة الذى يبالغون جدا فى تكاليفه إذا كان بالمواصفات التى تظهر جزئيا فى الصورة ويقف إلى جوارة الجندى الأحول إياه وبطول 250 كم فإن تكاليف إنشائه لا تتعدى 100 مائة مليون دولار شاملا إنشاء نقاط للمراقبة كل كيلومتر أو مكاتب خدمة وإشراف وبالسعر العالمى وليس سعر الوحدات المحلية فى مصر أو إسرائيل، فمن أين التكاليف 370 مليون... وبالمناسبة: العبد لله ( ولا فخر ) مهندس استشارى إنشاءات، وأيضا خبير تقييم عقارى، ومحكم دولى فى المشكلات الهندسية...



وفاة النائب البرلماني مصطفي السلاب
:::::::::::::

زيادة نفقة المطلقة والأيتام إلي ‏500‏ جنيه


:::::::
قبول استقالة الجهاز الفني للأهلي

....منوعات من الأخبار

&&&‏
&&&

للمرة الثانية.. أنباء عن وفاة كمال الشاذلي


ترددت أنباء للمرة الثانية
حول وفاة كمال الشاذلي مرشح الحزب الوطني
، مما أثار حالة من القلق والترقب بين الناخبين
، وتجمهر عدد كبير منهم أمام فيلا الشاذلي
ومقره الانتخابي بالباجور لاستجلاء الأمر.

ومن جانبه نفى مدير الحملة الانتخابية
للشاذلي هذه الأنباء، وقال إن هذه الشائعات
الغرض منها إثارة حالة من الهرج والبلبة
داخل الدائرة الانتخابية،
مشيراً إلى أن المنافسين
لكمال الشاذلي هم الذين يروجون هذه الأقاويل.

وفي محاولة لطمأنة اهل الدائرة
ومواجهة هذه الشائعات
قام مدير الحملة الانتخابية
بتسيير سيارات تحمل
مكبرات صوت
لتهنئة أهالي الدائرة
ونفي وفاة كمال الشاذلي
أو وتعرضه لأزمة صحية
ونقله إلى المستشفى.

يذكر أن النائب كمال الشاذلي
، كان قد قام يوم الاثنين الماضي
بزيارة أهالي دائرته الانتخابية
بمركز الباجور في محافظة المنوفية
في أول ظهور سياسي له بعد شفائه

.......خمــس وخمــس......



★خمس يرفعن خمس★
التواضع يرفع العلماء
والمال يرفع اللئام
والصمت يرفع الزلل
والحياء يرفع الخلق
والهزل يرفع الكلفة
★ خمس يعرفن بخمس ★
الشجرة تعرف من ثمارها
والمرأة عند افتقار زوجها
والصديق عند الشدة
والمؤمن عند الابتلاء
والكريم عند الحاجة
★ خمس يطمسن خمس ★
الزور يطمس الحق
والمال يطمس العيوب
والتقوى تطمس هوى النفس
والمّن يطمس الصدقة
والحاجة تطمس المبادئ

.....صدى الحياة


نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية
في عالم الفيزياء
(صدى)
لكنها في الواقع
هي الحياة بعينها
إن الحياة لا تعطيك

إلا بقدر ما تعطيها
ولا تحرمك إلا بمقدار

ما تحرم نفسك منها
الحياة مرآة أعمالك

وصدى أقوالك
إذا أردت

أن يحبك أحد فأحب غيرك
وإذا أردت أن

يوقرك أحد فوقر غيرك
إذا أردت

أن يرحمك أحد فارحم غيرك
وإذا أردت

أن يسترك أحد فاستر غيرك
إذا أردت الناس

أن يساعدوك فساعد غيرك
وإذا أردت الناس

أن يستمعوا إليك ليفهموك
فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً
لا تتوقع من الناس

أن يصبروا عليك
إلا إذا صبرت عليهم ابتداء
هذه سنة الله التي

تنطبق على شتى مجالات الحياة
وهذا ناموس الكون

الذي تجده في كافة تضاريس الحياة
إنه صدى الحياة..

ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت

......ياعينى


أتلتيكو يعرض فورلان علي ريال مدريد بأقل من نصف ثمنه
عرض نادي أتلتيكو مدريد الأسباني لكرة القدم علي جاره ومنافسه التقليدي ريال مدريد شراء
مهاجم أتلتيكو ومنتخب أوروجواي في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة مقابل‏18‏ مليون يورو فقط‏.
‏ وأوضحت صحيفة ماركا الأسبانية الرياضية أن نادي أتلتيكو يسعي للاستفادة ماليا من بيع فورلان الفائز بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم‏2010‏ بجنوب إفريقيا‏.‏
يسعي أتلتيكو إلي بيع اللاعب بعدما ظهر بمستوي متواضع الموسم الحالي وفشل في هز شباك المنافسين علي مدار آخر‏12‏ مباراة خاضها مع الفريق‏.‏ يأمل مسئولو النادي في بيع اللاعب خلال يناير المقبل من أجل الاستفادة من مقابل بيعه في تدعيم الفريق بلاعبين آخرين‏.‏
يتضمن عقد فورلان‏(31‏ عاما‏)‏ مع أتلتيكو شرطا جزائيا قيمته‏36‏ مليون يورو‏,‏ ولكن إنريكه سيريزو رئيس النادي‏,‏ قد يوافق علي بيعه بنصف هذا المبلغ وربما أقل من ذلك أيضا‏,‏ خاصة بعدما توترت العلاقة فورلان ومديره الفني كويكي سانشيز فلوريس في الأسابيع الأخيرة‏.‏
ينتظر أتلتيكو أن يتلقي اللاعب عروضا من أندية عديدة مثل توتنهام الانجليزي ويوفنتوس الإيطالي‏.‏
وأوضحت ماركا أن أتلتيكو لم يعرض اللاعب علي ريال مدريد مباشرة‏,‏ وإنما عبر وسيط
*******
*****
***
‏معندومش لا اللاعب خالد الذكر
ولا اللاعب المخضرم
ولا أى حــــاجة :
عندهم بتجيب
أجوان
ولا لأ؟؟

عيـــــد!؟اىّ عيـــدُ هـذا؟


....ميد إن جابان؟!


للمساعدة على سرعة الأكل وتبريد الطعام


لحمااااية النعاااال من الأمطار . .
فقط في الياااابااان

لا للبطالة
لا للكســـــــل!

مثبت رأئع للرأس...أثناء النوم

مابتوصل لها مية المطرأبداً


لفتح شهية الأطفال
فقط فى اليابان

لمفتقدى الحنـــان
فقـــط فى اليابان

دهــــــن الزبدة
على الطريقة اليابانية!!

صعبان علينا جداً

بتــــــــــوع آداب قالولي........صــــــــــعبان علينا جدا
سهران اللـــــــــيل تذاكر....... وتنـــام والـــــديك بــيدّن
صعبان علينا جدا
بتــــــــــوع آداب قالولي...... دايـــــما عــمّال تـــــذاكر
و احنا بنــــــــــسمع اليسا ......ونانسي وفـــــــضل شاكر
صعبان علينا جدا
ؤو الواحد منــــــــكوا دايماً...... تلاقيه مشــــغول وسارح
لكن مـــــــــعذور لإنـــــه .......متــربي في المـــــشارح
صعبان علينا جدا
لكن احــــنا... حاجه تانيه.......علــــــــــطول متروشنين
دايبين في الحب وإنـــــتم....... دايبـــــين في الفورمالين
صعبان علينا جدا
و تشرحوا الضـــــــفادع ........وتمـــــــــوتوا الفـــيران
و أما أرانبــــكوا خلصت....... خدتوا بتــــــوع الجيران
صعبان علينا جدا
و سبــــــــع سنين بحالهم....... نازلين مــــــذاكرة طحن
لـــــما بقيتم بتـــــــــمشوا .......ودماغكوا فاصـله شحن
صعبان علينا جدا
ومافيش أجـــــــازه عدلة....... طول الســــــــــبع سنين
و ان خدتــوا أجازة تبقوا....... شايلين يا مأجـــــــــــلين
صعبان علينا جدا
وبتـــــــــوع الطب دايماً....... بيــتوهوا في الحــــارات
علشان دايــــــماً يا عيني.... ...ماشيــــين... بالنضارات
صعبان علينا جدا
حتى محاضراتكوا دايماً... .....بتـــــــــــمشي في السليم
تلقى الرجـــــــاله قاعدة......... بعيييييييييد عن الحــريم
صعبان علينا جدا
دي الدنيا يا ابـــني خنقه ........ومش هتبـــــــــقى عيشة
من غير نفـــسين سجاير... ... وشدتـــين في شيـــــــشة
صعبان علينا جدا
قلتلهم حيـــــلكوا حيلكوا.........فيه ايه يا بتوع آداب ؟؟
احنا مش طــــول حياتنا .. .....قاعدين جنب الكـــــتاب
يمكن يكون مـــــــزاجنا.........شئ صعب يــبقى رايق
لكن عايشين حيـــــــاتنا........ زي بقــــــــــية الخلايق
و ان شغلتنا المــــذاكره ........دي حــــاجة مش غريبة
ماهو كل شئ بيـــــنجح.........في الدنيا له ضـــــــريبة
قدر الدكـــــــــتور يدوّر....... على كـــــــــل شئ يفيده
علشان في يـــوم هتبقى ........أرواح النــــاس في إيـده
يمكن مشـــوار كبير.......فيه التعب severe
لكن كـــــــــــــــفايه لينا........ في قلوب الناس رصيد
و كفايه دعوه حــــــلوه ........هيقولها في يوم مريض
ده هيبقى ...كفاية جدا
===========

صباح الخيـــر


من روائع شيخنا الراحل

الشــوارعـيزم‏..‏ ومرتضـي منصــور‏!‏


بقلم: د. عمرو عبد السميع
فضلت نشر هذا المقال بعد تعيين مجلس إدارة مؤقت لنادي الزمالك‏,‏ وبعيدا عن التضاغطات العصبية التي أعقبت حل المجلس السابق‏.‏ وهذه ليست المرة الأولي التي أفصح فيها عن تأييد عريض للمستشار مرتضي منصور في معاركه التي ينتصر فيها لسيادة القانون‏.

‏ وروح العدالة في المجتمع بعد طول غياب أو تغييب‏.‏
وربما لا يروق للبعض حماس المستشار الزائد أو تجاوبه مع الاستثارة ولكن ترديد ما يشير الي ذلك ـ في تقديري ـ هو محاولة لصرف الانتباه عن جوهر القضايا التي يتصدي لها الرجل أو يشتبك مع وقائعها‏..‏ أو هو رغبة في رسم صورة نمطية سلبية للمستشار مرتضي منصور في الذهن العام‏,‏ وجعلها بؤرة اهتمام المجتمع بديلا عن الحكمة التي ينبغي ان يستقطرها الناس عن إعلاء قيمة القانون‏,‏ وضرورة النضال بلا يأس في مواجهة الظلم والجور‏,‏ ووجوب الإيمان بجدوي الالتجاء للقضاء والتظلم لمنصته العالية الغالية‏.‏
كان حكم المحكمة الإدارية العليا يوم الاربعاء‏15‏ سبتمبر الفائت ببطلان انتخابات نادي الزمالك‏,‏ دليل ثبوت إضافي راكمه المستشار مرتضي علي كوم من الأوراق والأحكام تحصلها في مروحة واسعة من القضايا‏,‏ وكلها تومئ الي معني واحد هو الاستمساك بالحق الذي لا يضيع مادام وراءه مطالب‏.‏
الاستقواء هو جوهر الشوارعيزم‏,‏ التي أكتب لكم تحت عنوانها منذ سنوات أربع‏,‏ سواء كان استقواء الحكومة‏(‏ الإدارة‏),‏ أو رجال الأعمال المتمولين‏,‏ أو استقواء كيانات وليدة زواج السلطة بالمال‏,‏ وهو ما أطلقت عليه اسم‏:(‏ زواج المتعة السياسي‏),‏ أو أخيرا هو استقواء ارهابيي الصوت والقلم من الصحفيين والاعلاميين المأجورين الذين يقومون بتصنيع الكذب‏,‏ وشن الحملات لصالح الزوجين السعيدين‏(‏ السلطة والمال‏).‏
أولئك ـ أجمعون ـ صاغوا وجودا مقرفا ظالما تم فيه تهميش الناس ودفعهم الي حواف وتخوم المشهد العام‏,‏ وقد تمكن منهم إحساس جارف بعدم الإمكان باحثين عن العدل في السماء حين لم يجدوه علي الأرض‏.‏
والمعني الذي يفشيه الانتصار علي الجور والعسف الإداري والسياسي أو القهر الفردي والجماعي علي مواطن أو جملة مواطنين‏,‏ ان هناك أملا مازال‏,‏ واننا نعيش في بلد له مؤسساته وهياكله وبنيانه‏,‏ ولا نضرب في تيه صحراء قاحلة علي غير هدي متوقعين ان يجتاحنا قطاع الطرق‏,‏ وشيوخ المناسر في موجات كاسحة ومتتابعة‏.‏
إن الالتفاف الشعبي حول ظاهرة المستشار مرتضي منصور وسعادة الناس بكل حكم يتحصله‏,‏ سواء علي مستوي قضية عامة‏,‏ أو شخصية‏,‏ لابد أن يلفت كل مهتم بأمور هذا البلد‏,‏ وكل مشغول بمستقبله‏,‏ لأن دلالة ذلك الالتفاف تجاوز مساحة الملف الذي تم الحكم فيه الي الاقرار بحزمة من المبادئ العامة أجملها فيما يلي‏:‏
أولا‏:‏ تأكيد حضور السلطة القضائية ومعني المؤسسية وسيادة القانون‏:‏
إذ ازدهرت ـ مع كثير الأسف ـ في العقود الماضية ثقافة الخضوع والانصياع للقوة المادية حتي لو لم تكن شرعية أو مشروعة‏,‏ وقد صارت كذلك في معظم الحالات‏.‏
وأصبحت البلطجة العضلية‏,‏ والإدارية‏,‏ والمالية‏,‏ والصوتية‏,‏ والسياسية صاحبة اليد العليا في تخليق ما يسود المجتمع من قيم‏,‏ أو مايحيطه من أجواء‏,‏ وبات الاسترضاء هو الخيار المطروح علي المستضعفين لتسول بعض الحقوق من الباطشين الأقوياء‏,‏ أو أصبحت محاولة الاندماج في أولئك الأقوياء وتملقهم هي طريقة تحصل الحماية‏,‏ بالضبط كما كان بعض أبطال روايات الاستاذ نجيب محفوظ يفعلون بالانضواء تحت راية فتوة ظالم‏.‏
وإذا كان الاسترضاء للقوة احد الخيارات القليلة المطروحة أمام الناس في عصر البلطجة‏,‏ فإن التراضي بات وسيلتهم للتفاهم‏,‏ وهي مسألة تخضع لمقتضيات تفرضها اللحظة‏,‏ ولا تؤسس حدودا دائمة مصونة للحق والمستحق‏.‏
مؤسسات القانون موجودة علي أرض الواقع‏,‏ ونحن نحاول ـ علي مستوي الخطاب السياسي العلني ـ حشر أنفسنا ولو نظريا في شكل النظام القانوني الرشيد‏legal-rational-system‏ ولكن الحضور الرمزي والمعنوي للقانون في وجدانات الناس غاب‏..‏ إما لبطء اجراءات التقاضي‏,‏ وإما لإحساس الناس بعدم جدوي الالتجاء للمحاكم‏,‏ وإما ليقين جماعي وقر في صدور المصريين بأن الأغنياء والمتسلطين صاروا فوق القانون‏.‏
ولعلكم لاحظتم وتلاحظون شيئا من هذا في تشكك الناس حول صدور حكم قوي بالإدانة علي أي من أولئك الأقوياء‏,‏ وكأنه أمر يقع في خانة رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي‏.‏
اليوم ـ وبوثائق الأحكام التي يتحصلها مرتضي منصور ضد الظلم الإداري أو الشخصي ـ يعود حضور القانون الرمزي والمعنوي‏,‏ ويصير جزءا من لعبة إدارة الحياة في بلد يريده البعض محكوما بشريعة الغاب‏,‏ وبمنطق البقاء للأقوي‏.‏
ثانيا‏:‏ إعادة بناء صورة المحامي في الذهن العام‏:‏
صاغ الناس للمحامي من وقائع متكررة وكل مجتمع ابن تجاربه صورة سلبية جدا‏,‏ حين راقبوا بعض المحامين الأكثر شهرة يلعبون بالبيضة تارة‏,‏ وبالحجر تارة‏,‏ ويستبدلون الباطل بالحق‏,‏ ويخلطون الأوراق مضللين الرأي العام بالتشارك مع حلفائهم من مقدمي برامج التوك شو الذين أصبحوا يديرون شبكات مروعة من المصالح المالية‏,‏ والسياسية‏,‏ والشخصية‏,‏ ويجعلون من منصات برامجهم وسائل ناجعة ونافذة لتحقيقها علي جثة الحقيقة‏,‏ والمعايير‏,‏ والعدالة‏,‏ أو الالتزام الأخلاقي المفترض إزاء كتلة الناس الكبيرة وقوامها البسطاء المستضعفين‏,‏ وإن كانوا يتاجرون ويخادعون بفواصل تمثيلية تتظاهر بالانتصار لأولئك البسطاء‏.‏
المستشار مرتضي منصور غير تلك الصورة الذهنية التي ترسخت وتكرست في أذهان الناس‏,‏ فصاروا يرون رجل القانون يرفع قضية ليس لتحقيق نصر شخصي يبغي من خلاله العودة إلي رئاسة نادي الزمالك‏,‏ ولكن من أجل الانتصار لإرادة الناخبين في مجتمع تصويتي‏,‏ ولإقرار مبدأ سياسي‏,‏ وإداري وقانوني عام يتجاوز حالة نادي الزمالك إلي الساحة العامة بأكملها‏.‏
وحتي في القضايا التي رفعها المستشار ضد ما اعتبره سبا وقذفا في حقه‏,‏ فقد أرسي مبدأ ضرورة التصدي لتغول اعلام وصحافة التجاوز والتواقح الذي أوشك علي جعل السفالة ظاهرة قومية في بلدنا السعيد‏.‏
ثالثا‏:‏ عبثية منطق الإدارة في إبعاد وحصار من يرفض كامل الإذعان
والحقيقة أن ذلك تجلي مرات عديدة في حالة المستشار مرتضي سواء في انتخابات مجلس الشعب‏,‏ أو انتخابات نادي الزمالك أو القضايا الأخري‏.‏
إذ كلما تم حجب حقوقه علي نحو أو آخر‏,‏ يلتجيء إلي القضاء فينصفه بصرف النظر عن تنفيذ الأحكام وتلك قضية أخري طويلة‏,‏ ولكن ما يعنيني هنا هو الفشل المتكرر للإدارة بمختلف تمثيلاتها في حصار رجل اختاره الناس في أتميدة ـ ميت غمر‏,‏ وفي الدقي ـ القاهرة نائبا لهم‏,‏ أو منحه الأعضاء كامل تأييدهم ليصبح رئيسا لثاني مؤسسة مجتمع مدني في البلاد من حيث الحجم نادي الزمالك‏.‏
وفشل الإدارة في حجب حقوق المستشار الذي صار موثقا بأحكام قضاء نهائية لا تقبل الطعن عليها يعني أن هناك عبرة أو عظة ينبغي علي الحكومة أو الإدارة استيعابها‏,‏ وأعني عدم تكرار الأساليب المعيبة والمخجلة التي تتجاهل إرادة الناس وتتلاعب بها‏.‏
إرادة الناس ماء يتدفق في مجري نهر الحياة‏,‏ ومحاولة حشره في مجري صناعي عسفي لتغيير وجهته لن تفلح‏,‏ والأجدي أن تتخلي الإدارة في بلدنا عن عنجهيتها الاستامبولي‏,‏ وتعترف بأنها خادمة للشعب وليست سيدة عليه‏.‏
هذه هي ـ ببساطة ـ عقدة الحياة السياسية والحياة العامة في مصر‏,‏ إذ لو كانت ظروف أعضاء الحكومة سمحت لهم بنوع من التعليم السياسي‏,‏ أو التنشئة السياسية أو فلنقل التربية السياسية يزرع في أفهامهم معني أن مجيئهم للسلطة هو نتاج للرضا العام‏,‏ ومصادقة الجمهور ـ انتخابيا ـ علي شخوصهم‏,‏ لاحترموا إرادة ذلك الجمهور‏,‏ وراعوها حق المراعاة‏,‏ ولكن الواحد من أولئك علي مقاعد الحكومة أو الإدارة متنوعة الدرجة والمستوي‏,‏ يشعر أنه جاء إلي منصبه علي أسنة الرماح‏,‏ وبالاغتيال العمدي والقصدي للمعايير‏,‏ أو بدعم بعض رجال الأعمال الأميين اجتماعيا ووطنيا‏,‏ ومن ثم تتشكل رؤيته للناس علي نحو استعلائي‏,‏ لا يعترف بإراداتهم أو يستلهمها‏,‏ وإنما يعمد إلي تسييد قيم الإكراه والإملاء والهيمنة‏.‏
هذا منطق تجاوزه وعي الناس ولو الفطري البسيط وتجاوزه العصر الذي يراقب فيه الشباب عبر شاشات الوسائط الاليكترونية كيف يخاطب المرشحون في الديمقراطيات الكبري ناسهم ـ بانكسار أمام احتياجاتهم ومطالبهم ـ ويصوغون برامجهم طبقا لتلك الاحتياجات‏,‏ ويقومون بتسويقها كالباعة الجائلين طارقين أبواب البيوت‏,‏ وزائرين كل القري‏.‏
الدنيا تغيرت‏..‏
وأحد مظاهر تغيرها في مصر ـ من دون إسراف تعبير ـ ظاهرة مرتضي منصور التي هزمت استقواء الشوارعيزم في أكثر من موقعة‏,‏ فعجزت الادارة عن حصارها وعزلها‏,‏ والتف حولها الناس بأمل كبير

إبراهيم عيسى يحاور د.البرادعي


الجـــزء الأول


=========
الجزء الثانى

=========
الجــزء الثالث
==============


بيان
حرب أكتوبر ما هو أكبر من الانتصار

تمر اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار أكتوبر المجيد، والذي اقتحم فيه الجيش المصري قناة السويس وانتصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد سنوات ست من الهزيمة والانكسار. يعد احتفال مصر والعالم العربي بذكرى حرب أكتوبر مناسبة عظيمة لنسترجع مرة أخرى «طريق النصر»، والذي هو في الحقيقة أهم من الانتصار ذاته، فنصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة إنما كان نتاج جهد وعرق ودماء دفعها الشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة فقد كان اعتراف القيادة السياسية بمسئوليتها عن هزيمة 67 الفادحة وتقديم عبد الناصر لاستقالته في خطاب التنحي الشهير، ومحاسبة كبار الضباط المسئولين عن الهزيمة، ثم إعادة بناء القوات المسلحة على أسس جديدة متسمة بالتخطيط العلمي والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، وضم المؤهلين بين صفوف الجنود، وإعادة الثقة في قدرة المقاتل المصري وغرس ثقافة النصر والعمل والقدوة الحسنة بين صفوف الجنود، وكان استشهاد البطل عبد المنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف رسالة واضحة من القوات المسلحة إلى الشعب المصري، بأن القائد الحقيقي هو الذي يبقى وسط جنوده، وأن القيادة لم تكن في أي يوم مجرد تشريفٍ إنما هي في المقام الأول مسئولية وتكليف وقد يصل ثمنها أحيانًا إلى الاستشهاد.

لقد كان نصر أكتوبر انتصارًا للانضباط والتخطيط في العمل، وهو بالتأكيد يمثل عكس ثقافة الفوضى والعشوائية التي عرفها المجتمع المصري بعد ذلك. كما يمثَّل أيضًا رسالة قوية لكل المجتمع بأنه لا تقدم ولا نصر إلا بالاعتراف بالخطأ والبدء في تصحيحه. لقد قام الجيش المصري بعمل تاريخي وبطولي في مثل هذا اليوم من عام 1973 وقدم آلاف الشهداء الذين لولا تضحياتهم وبطولاتهم لما نجحت مصر في استرداد أرضها المحتلة ولما فتح الباب أمام بناء مصر المستقبل.

وللأسف الشديد و بعد مرور 37 عامًا على هذا الانتصار فإننا لم نستلهم قيم أكتوبر في « معركة السلام» ولم نتقدم اقتصاديًّا ولا سياسيًّا، وتعمقت مشاكلنا الاجتماعية والثقافية بل والأكثر أسفًا أن العديد من قيم أكتوبر مثل: المواطنة، والعمل الجماعي، والتفكير العقلاني، والتخطيط المدروس، والانضباط، والوفاء، والصدق، والشفافية، والتواضع، وإنكار الذات، وغيرها من القيم التي تشكل البنية الأساسية لتقدم المجتمعات لم يعد لها مكان يذكر في مجتمعنا.

إن إصلاح مصر لن يكون إلا باستلهام هذه القيم التي جسدتها القوات المسلحة، والتي يجب أن تعود مرة أخرى لتكون هي قيم الشعب المصري بأكمله. تحية إلى شهداء مصر الأبرار ورحمة الله عليهم وتحية إلى قيم أكتوبر التي حان وقت عودتها وبعثها من جديد، لتعوض مصر ما فاتها وتبني نظامًا ديمقراطيًّا يقوم على الحرية وكفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكل مصري دون تفرقة أو تمييز

دكتور محمد البرادعى.

:::::

:::::::

‬مفاجأة فى قضية مقتل سوزان تميم




شهدت‮ ‬الجلسة ‮٣١ فى قضية مقتل المطربة سوزان تميم أمس مفاجأة
حيث اصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها بمعاقبة المتهمين محسن السكري بالسجن المؤبد لقتله سوزان تميم‮.. ‬والسجن المشدد لمدة ‮٣ ‬سنوات لاتهامه بإحراز سلاح وذخيرة‮.. ‬ومعاقبة هشام طلعت مصطفي بالسجن المشدد لمدة ‮٥١ ‬عاما بتهمة التحريض علي قتل سوزان تميم‮..‬
صدر الحكم دون ان يقوم الدفاع بإبداء مرافعته أو تقوم المحكمة بحجزها للحكم في جلسة لاحقة‮.. ‬حيث كانت المحكمة قد سمحت بإعادة سماع بعض الشهود ومناقشتهم‮.. ‬ثم اصدرت الحكم‮. ‬نزل الحكم علي المتهمين كالصاعقة‮.. ‬واللذين لم يستعدا لسماعه‮..‬
‮ ‬كما استغرب الحضور الحكم ولم يبد أي منهم رد فعل‮.. ‬وجلسوا في مقاعدهم دون حراك حتي استردوا وعيهم وانصرفوا من المحكمة‮. ‬