سجل الطالب الجامعي الأردني عبد الرحمن الزرقان نجاحا غير
مسبوق عندما اختارته وكالة "واي أس أي" الأميركية ضمن قائمة الشباب الـ25
الأكثر تأثيرا في العالم. وحل بالمرتبة الـ12 على مستوى العالم في المسابقة
التي أجريت في أبريل/ نيسان الماضي، وأعلنت نتائجها مطلع الشهر الجاري.
واختارت الزرقانَ لجنةٌ مكونة من عشرة مديرين لمنظمات، ومؤسسين دوليين عملوا في النشاط الشبابي في مؤسسات دولية.
وتقدم الطالب الأردني للمسابقة بعد اختراعه -مع شقيقه الأصغر محمد-
لجهاز يعمل على ري المزروعات أوتوماتيكيا، وذلك من شأنه تجنيب المزارعين
أخطار الصقيع الذي يلحق بمزروعاتهم خسائر فادحة سنويا، ليحصلا على براءة
اختراع تحولا من خلالها إلى أصغر مخترعين في الأردن.
الزرقان شرح للجزيرة نت قصته مع هذا الجهاز الذي قدم نموذجه الأول وهو
في الصف السادس الابتدائي واحتوى -في حينها- على أخطاء علمية وفنية.
وقال "الفكرة جاءت من واقعي حيث أسكن بمحافظة كانت تعتمد على الزراعة،
وخاصة القمح وكانت تعاني من احتراق المزروعات بسبب الصقيع قبل أن تتوقف
الزراعة في معظم المساحات بسبب شح مياه الري".
وفي عام 2008 تمكن الزرقان من تطوير هذا الجهاز، وشارك به في مسابقات
على مستوى الأردن ليحظى بالمركز الأول في مسابقات وزارة التربية والتعليم،
وبعدها اشترك مع شقيقه بمعرض شركة "إنتل إيسف" الدولي في العلوم والهندسة
بولاية جورجيا الأميركية ليحصلا خلاله على المركز الرابع على مستوى العالم.
ويتميز الجهاز بأن سعره في حال إنتاجه لن يتجاوز 200 دولار، في حين
تتراوح أسعار الأجهزة الشبيهة به في السوق بين 6 آلاف و26 ألف دولار، كما
أن جهازه صديق للبيئة ويعتمد على الطاقة الشمسية في حين تعمل الأجهزة
المتوفرة على طاقة مشعة تضر بالمزارع بعد سنوات من استخدامه.
قصة نجاح
وللشاب الزرقان الذي لم يكمل 22 عاما من عمره قصة نجاح مع تعلم اللغة الإنكليزية بقدرات ذاتية، عبر قنوات ناطقة بالإنكليزية إضافة إلى التمارين الشخصية حيث لم يمنعه وجوده في مدينة الطفيلة (179 كلم جنوب عمان) -وهي واحدة من أكثر المدن فقرا في الأردن- من التفوق على مستوى البلاد أولا قبل أن ينطلق نحو العالم.
وللشاب الزرقان الذي لم يكمل 22 عاما من عمره قصة نجاح مع تعلم اللغة الإنكليزية بقدرات ذاتية، عبر قنوات ناطقة بالإنكليزية إضافة إلى التمارين الشخصية حيث لم يمنعه وجوده في مدينة الطفيلة (179 كلم جنوب عمان) -وهي واحدة من أكثر المدن فقرا في الأردن- من التفوق على مستوى البلاد أولا قبل أن ينطلق نحو العالم.
ويدرس الطالب الذي ينتمي إلى عائلة متواضعة تخصص هندسة الميكاترونيكس في
جامعة الطفيلة التقنية التي تفتقر إلى الكثير مما يحتاجه الطلاب ولاسيما
في مجال التكنولوجيا، حيث يضطر الزرقان مع زملائه الطلاب إلى التوجه إلى
جامعة مؤتة في مدينة الكرك الجنوبية للدراسة في بعض المختبرات غير المتوفرة
بجامعتهم.
ورغم أن الطالب حظي باستقبال باستقبال وتهنئة من الأمير الحسن بن طلال
ورئيس الديوان الملكي، فإنه يؤكد شوقة إلى اليوم الذي يشاهد فيه اختراعه
بين أيدي المزارعين.
من جانبه، تحدث المسؤول عن براءة اختراع الزرقان في الجمعية العلمية
الملكية خليل النجار، عن أن الاختراع يمر بعملية طويلة قبل تسويقه.
وقال للجزيرة نت "في عام 2008 كانت الفكرة مجرد فكرة على الورق وكانت
تحتاج لتعديلات علمية لتتحول لمنتج تجاري ثم سجلناها كبراءة اختراع وقبلت
وأصبح عبد الرحمن وشقيقه أصغر مخترعين أردنيين".
وأوضح أن الشابين حصلا على دورات في كيفية تطوير وتسويق منتجهم، وأبرزها
مشاركتهما ببرنامج بالتعاون مع جامعة تكساس الأميركية يمكن مخترعين من
تقديم اختراعهم بصورة أفضل.
محمد النجار-عمان