....الرئيس المصري: أريد الاستقالة ولكني أخشى الفوضى



في تطور مفاجئ من ليل أمس
أكد الرئيس المصري حسني مبارك
أنه «مستاء جدا» حيال مشاهد العنف في مصر
ولا يريد أن يرى المصريين يتقاتلون في ما بينهم،
وذلك في مقابلة مع شكبة «ايه بي سي» الأمريكية.
وأضاف
«أريد الاستقالة ولكني أخشى الفوضى».
وتواصلت الاحتجاجات المناهضة للرئيس المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة والتي شددت على استمرار موقفها من رحيل مبارك، إلى جانب تجدد اشتباكات المتظاهرين مع أنصار الرئيس، على الرغم من بروز الجيش مجددا على الساحة الملتهبة بعد انسحابه أمس الأول ووقوفه على الحياد وبدا من خلال أحداث أمس، أن الجيش المصري عمد إلى الفصل بين أنصار الرئيس حسني مبارك والمطالبين بتنحيه في ميدان التحرير أمس، حيث انتشر أفراد مشاة لإقامة منطقة عازلة في محاولة لوقف العنف بين الجانبين. وتعد هذه المرة الأولى التي يشاهد فيها الجيش يتخذ إجراء حاسما لمحاولة وقف العنف الذي لقي خلاله ستة حتفهم وأصيب 836، طبقا لتصريح وزير الصحة. وقال مراسل لـ ''رويترز'' في الموقع: ''إن هناك فاصلا يبلغ نحو 80 مترا بين الطرفين''. إلى ذلك، أعلن أحمد شفيق، رئيس الحكومة المصرية، في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة أمس أنه ''لا توجد شرطة كافية'' في الوقت الحاضر لضبط الأمن في مصر، بعد أن تشتت عناصر الشرطة و''ذهبوا إلى قراهم'' بسبب الأحداث الأخيرة. من جهته، تعهد عمر سليمان نائب الرئيس المصري بمعاقبة الضالعين في إثارة العنف والإفراج عن الشبان المحتجزين في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الذين لم يشاركوا في العنف. وأعلن النائب العام في بيان بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أنه تقرر منع مسؤولين ورجال أعمال من السفر وتجميد حسابات بينهم حبيب العدلي وأحمد عز.



المجلة الاقتصاديةمن الرياض

التذوين عبر الموبايل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

التذوين عبر الموبايل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

.....ويبقى الشـــــعر..





الطـقـس هذا العام ينـبـئـني
بأن شتـاء أيامي طويل
وبأن أحزان الصقيع‏..‏
تـطـارد الزمن الجميل
وبـأن موج البحر‏..‏
ضاق من التـسكـع‏..‏ والرحيل
والنـورس المكـسور يهفـو‏..‏
للشواطيء‏..‏ والنـخيل
قد تـسـأليـن الآن عن زمني وعنـواني
وما لاقـيت في الوطـن البخيل
ما عاد لـي زمن‏..‏ ولا بيت‏..‏
فـكـل شواطيء الأيام في عينـي‏..‏ نيل
كـل المواسم عشتـها‏..‏
قد تـسـألين‏:‏ وما الدليل؟
جرح علي العينـين أحملـه وساما
كلـما عبرت علـي قـلـبـي
حكـايا القـهر‏..‏ والسفـه الطـويل
حب يفيض كـموسم الأمطـار‏..‏
شمس لا يفـارقـها الأصيل
تـعب يعلــمني‏..‏ بأن العدو خـلـف الحلـم‏..‏
يحيي النـبض في القـلـب العليل
سهر يعلـمني‏..‏ بأن الدفء في قمم الجـبال‏..‏
ولـيس في السفـح الذليل
قد كان أسوأ ما تعـلــمنـاه من زمن النـخاسة‏..‏
أن نبيع الحلـم‏..‏ بالثـمن الهزيل
أدركـت من سفـري‏..‏ وتـرحالي‏..‏
وفي عمري القليل
أن الزهور تـموت‏..‏
حين تـطـاول الأعشاب‏..‏ أشجار النـخيل
أن الخيول تـموت حزنـا‏..‏
حين يهرب من حناجرها الصهيل
الطـقـس هذا العام ينـبـئـني
بأن النـورس المكسور يمضي‏..‏
بين أعماق السحاب
قد عاش خـلـف الشاطيء المهجور
يلـقيه السراب‏..‏ إلي السراب
والآن جئـت‏..‏ وفي يديك
زمان خوف‏..‏ واغــتـراب
أي الشـواطيء في ربوعك‏..‏
سوف يحمـلـني ؟
قلاع الأمن‏..‏ أم شبح الخراب ؟
أي البلاد سيحـتـويني‏..‏ موطن للعشق
أم سجن‏..‏ وجلاد‏..‏ ومأساة اغـتصاب ؟
أي المضاجـع سوف يؤويني ؟
وهل سأنام كالأطـفـال في عينيـك‏..‏
أم سأصير حقــا مستباحا‏..‏ للـكلاب ؟
أي العصور علي ربوعك سوف أغرس
واحة للحب‏..‏ أم وطنـا تمزقـه الذئـاب ؟
أي المشاهد سوف أكـتـب في روايـتنـا ؟
طـقـوس الحلم‏..‏ أم سيركـا تـطير
عـلـي ملاعبـه الرقـاب ؟
الطـقـس هذا العام ينبـئـنـي
بأن الأرض تـحمل ألـف زلـزال
وأن الصبح يصرخ تحت أكـوام الـــتـراب
جريدة الأهرام
الجمعة14-1-2011

وفاة شاب بالإسكندرية احتجزه أمن الدولة




في ظروف غامضة قامت عائلة بالإسكندرية بدفن ابنها مساء أمس الخميس بمقابر أبو النور بمنطقة الرمل , حيث دفنت الأسرة سيد بلال 30 عاما في جنازة تمت مساء أمس ويحوطها رجال مباحث قسم الرمل , وقال جيران المتوفي أن قوة من مباحث أمن الدولة قامت باقتياد بلال مساء أمس الأول الأربعاء للاشتباه في قيامه بتفجيرات كنيسة القديسين ليلة رأس السنة إلا أن قوة من الشرطة سلمته لأسرته أمس الخميس جثة هامدة وأمرتهم بدفنه سريعا دون جنازة وفاة شاب بالاسكندرية لاشتباه فى تفجيرات كنيسة القديسين

وقال أحد الجيران أن الضابطين ( ر- ف ) من مديرية أمن الإسكندرية و ( و– ك ) قاما بتسليم أسرة بلال جثة ابنهم بعد اقتياده لمدة 24 ساعة للاشتباه في قيامه بتفجيرات الإسكندرية
وقال أحد الجيران أن سيد بلال 30 سنة حديث الزواج ويعرف أنه متدين وله لحية كبيرة ويسكن جوار سور محطة قطار الظاهرية

وهذا وقال الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد أنه قد وصلته أنباء عن تعرض بلال للتعذيب في مقر أمن الدولة بالإسكندرية أثناء التحقيق معه في حادث تفجير كنيسة القديسين
وقال نور أن الأنباء التي وردت إليه أن قوات الشرطة قامت حاليا باحتجاز شقيق المتوفي ويدعي إبراهيم لإرغامه علي تجهيل سبب وفاة أخيه

الدستور الأصلي توصلت إلي منزل المتوفي في وقت متأخر من فجر اليوم ولم تستطع مقابلة أيا من أفراد أسرته , إلا أن جيرانه أكدوا في روايات متطابقة أن قوة من أمن الدولة قامت باقتياد بلال في وقت متأخر من مساء أمس الأول الأربعاء وأحضره اثنين من ضباط الشرطة في مديرية الأمن جثة هامدة مرغمين أسرته علي اجراء مراسم الدفن ليلا دون جنازة
وقال الجيران في روايتهم للدستور الأصلي أن كل ما يعرف عن بلال أنه متدين ولم يسبق اعتقاله من قبل

في نفس السياق كان قد نفي المستشار ياسر رفاعي محامي عام نيابات الاستئناف في الإسكندرية إعطاء النيابة أي تصاريح بالقبض علي مشتبهين بتفجير الكنيسة وقال للدستور الأصلي : " لا يوجد مشتبهين في حادث التفجير حتي الآن ولم نعط الداخليه أي أذون بالقبض علي أحد للتحقيق معه أو الاشتباه فيه "
وقال جيران بلال أن الشرطة قامت بالفعل باقتياد اخيه إبراهيم عقب مراسم الدفن التي تم تحت اشراف الأمن وأنه مازال محتجزا حتي الآن
منقول من
راديو محطة مصر

قلوبنا ماتت بعشرة أشياء


مر إبراهيم بن إسحاق بسوق البصرة
فاجتمع إليه الناس وقالوا له
يا أبا إسحاق.. ما لنا ندعو فلايستجاب لنا ؟
قال :لأن قلوبنا ماتت بعشرة أشياء
الأول عرفتم الله تعالى .... فلم تؤدوا حقه
الثاني زعمتم أنكم تحبون رسوله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته
. الثالث قرأتم القرآن ولم تعملوا به
الـــــرابع أكلتم نعمة الله تعالى ولم تؤدوا شكرها
الخامس قلتــم أن الشيطان عدوكم ووافقتمـــوه
السادس قلتــم أن الجنـة حـق ولم تعملـوا لها
الســـابع قلتــم أن النـار حـق ولم تهربوا منهــا
الثــــامن قلتــم أن المـوت حـق ولم تستعــدوا له
التـــاسع إذا انتبهتم من النوم اشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم
العـــاشر دفنتــم موتاكم ولم تعتبـروا بهم
اللـــهم أحي قلوبنا بذكــرك
سبحانـك اللهم وبحمدك
اشهد أن لا إله إلا انت
استغفرك واتوب اليك
لاتنسونى بدعائكم

.....حـــــكمة للبيــع ..



كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم، وكانت أمامي
سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً.
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة
معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن
إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه… وأشارت إلى حقيبتها.
كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل.
بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة، ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.
حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة
معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن! لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة
النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت
التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها، فالتفتُ إليها.
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك.
- صبري على ماذا ؟
- على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
– لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي.
– حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين.
- الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك.
- عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك ؟
- هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي ؟
- إنها حكمة. أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.
- وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة ؟
– لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
أخرجتُ اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق
عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي. مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة
لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.
أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود وقالت :
أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار.
أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد
زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة ، ولم أكن أدري أنه ممنوع. أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى
بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط
سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعتُ المرأة مبتسماً : أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ ؟ أين الحكمة ؟
- “بَسْ دقيقة”.
- سأنتظر دقيقة.
- لا، لا، لا تنتظر. “بَسْ دقيقة”… هذه هي الحكمة.
- ما فهمت شيئاً.
- لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال ؟
- ربما.
- سأشرح لك: “بس دقيقة”، لا تنسَ هذه الكلمة. في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر به وعندما تصل
إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية. هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج
خلال ستين ثانية ؟ في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة، ولكن بشرط.
– وما هو الشرط ؟
- أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ في دماغك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة، وتعالجها معالجة
موضوعية ودون تحيز، فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدقيقة وعندما
تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع
عن معاقبته وتسامحه نهائياً.
دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين
أنها قد تكون كارثية. دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك. دقيقة واحدة قد تغير مجرى
حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم… هل تعلم أن كل ما شرحته لك
عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ؟
– صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.
- تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني اليورو. تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة، لأنتهبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها
وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي، فالآخرون لم يكونوا ليدروا
ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد يورو من أحد.
- حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟
- سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.
علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي وهي تمسك بيدي قائلة:
اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!
وأنا أقول لها : “بس دقيقة”، “بس دقيقة”…
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة. كانت هذه الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة، حتى إنني شعرت بنوع من الحزن
عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.
قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة:
على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد. فأعطيتها جوالي لتتصل. المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ
رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو، والثانية منها تقول فيها:
كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك.
إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك. فرددتُ عليها برسالة قلت فيها:
عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ
على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.
“بس دقيقة”… حكمة أعرضها للبيع، فمن يشتريها مني في زمن نهدر فيه الكثير الكثير من الساعات دون فائدة ؟
بقلم : محمد عبد الوهاب جسري