الخــــــالدت 100


مجرد رأى

أعظم‏100‏ امرأة
بقلم: صلاح منتصر

تعودت أن أجده مقبلا علي في المسجد الصغير الذي نلتقي فيه كل جمعة‏..‏ دائما يشرق وجهة بابتسامة الرضا‏,‏ ويحمل لي الجديد الذي يؤكد أن في داخل كل طبيب ناجح أديبا عظيما‏,‏ ربما لأنه من البداية كان طالبا نابغا

وحصل علي المجموع الأكبر الذي فتح له أبواب الطب فأقبل علي العلم مجبرا لكنه أغلق علي صدره رغبة الأدب فلما حقق بغيته في الطب تحول إلي ماكان يتمناه ويريد‏.‏ وهو في كل الأحوال نموذج لذلك فقد تعب وسافر وتغرب‏17‏ سنة وتعرف بالعديد الذين تعامل معهم كطبيب بارع في تخصصه للأمراض الباطنية‏,‏ وبعد أن أشبع رغبته في الطب وعاد إلي مصر راح يعوض مافاته في القراءة والأدب والفكر مسجلا في دفاتره كل حكمة أو جملة أو نصيحة أو عبارة أو حكاية طرب لها‏.‏ إلي أن فاجأني قبل شهور بكتابه الأول الذي جمع فيه ثلاثة آلاف نصيحة وحكمة ومثال من مختلف الحضارات الفرعونية والصينية والهندية والفارسية والعربية والأوروبية والافريقية‏.‏ وبعد ذلك راح يحدثني في كل لقاء عن مولوده الجديد الذي تفرغ له لدرجة أنه راح يصفي اعمال الطب مكتفيا بعلاج مرضاه القدامي متفرغا للجنين الذي حمله في عقله وفكره وسيطر عليه إلي أن أتم وضعه‏,‏ وقدمه لي في الاسبوع الماضي يحمل اسم الخالدات‏100‏ أولهن السيدة مريم كانت لحظة من أسعد ايام الدكتور طبيب أحمد سلامة إبراهيم استشاري أمراض الباطنة‏,‏ وهو يقدم لي مولوده الجديد الذي أصدرته دار الكتاب العربي السورية في‏375‏ صفحة وقدم فيه قصص أعظم نساء التاريخ‏)‏ وفاء لكل امرأة تميزت في حياتها سواء في أمومتها أو انجازها في الماضي والحاضر‏),‏ إختار الدكتور سلامة شخصياته من كل عظيمات العالم من كل الجنسيات‏..‏ العظيمات في الإيمان وفي العطاء وفي العلم وفي القيادة وفي الصبر‏,‏ وفي تقديم الجديد إلي جانب المجاهدات والمناضلات‏,‏ وأخيرا العظيمات وراء الرجال العظماء‏.‏ ولأنه هو شخصيا عظيم في كفاحه وعلمه وصبره فقد بدأ الكتاب بشكر رفيقة كفاحه الدكتورة ناهد شعراوي محمد متولي التي تحملته‏30‏ عاما طبيبا وكاتبا وهاويا للموسيقي والشعر والفلسفة‏
!


الخميس 21 من محرم 1431 هــ 7 يناير 2010 السنة 135 العدد 44957